قدم أعضاء من المجلس الشرعي المنتخب المؤيد لمفتي لبنان الدكتور محمد رشيد قباني استقالاتهم في مؤتمر صحفي عقدوه في مقر نقابة الصحافة اللبنانية مما سيؤدي إلى حل المجلس الذي كان قد انتخب بناء على دعوة المفتي وفقا لما أعلنه المستقيليين. وأعلن رئيس جمعية الواقع مصطفى بنبوك في بيان تلاه في المؤتمر الصحفي :"ان التكتل المكون من أعضاء جمعية الواقع وبعض المستقلين الممثلين في المجلس الشرعي قرروا إتخاذ هذا الموقف خوفا من تطور أزمة دار الإفتاء إلى انتخاب مفتيين للبنان بعد فشل محاولتهم لإنهاء الأزمة في ظل وجود مجلسين (أحدهما موال للمفتي والآخر قديم مجدد له ومناوئ للمفتي). وقال البيان إن هذا التكتل لم يرم يوما ومنذ دخوله للمجلس الى تحقيق مصلحة شخصية أو مأرب خاص، كما لم يكن يسعى الى الإبقاء على مجلسين متنازعين، بل كانت لديه رؤية يهدف من خلالها الى أن يكون فريقا وسطيا يستطيع رأب الصدع وطرح المبادرات والتسويات بين الطرفين محاولا بذلك إبقاء صلة الوصل بينهما منعا للقطيعة وتلافيا للانقسام الحاد، وبالفعل قام هذا التكتل بعدة مبادرات لدى مختلف الفاعليات على مدار سنة كاملة، إلا أن كل هذه المساعي باءت بالفشل ولم يستطع الوصول الى صيغة تنهي المجلسين وتفرز مجلسا موحدا، بل ان الخلاف أخذ مؤخرا منحا تصعيديا إزاء الحديث عن انتخاب أكثر من مفت للجمهورية اللبنانية. وأضاف لذلك، جئنا بهذا البيان نعلن استقالاتنا الجماعية مع ما يترتب على ذلك من انحلال المجلس بحكم القانون وإفقاده أية شرعية على ضوء المعطيات التالية: "ان المجلس الشرعي الجديد المؤلف من 32 عضوا، استقال منه 9 أشخاص وقد قبلت استقالاتهم وبما ان التكتل الحالي الذي أصدر هذا البيان مؤلف من ستة اشخاص فيكون مجموع الأعضاء المستقيلين 15 عضوا.. مشيرا إلى أن التشريعات التي تنظم عمل المجلس تجعل من موافقة 15 عشر عضوا على حل المجلس من خلال إعلان استقالاتهم وإبداء موافقتهم على الحل، سببا لانحلال المجلس قبل إتمام مدته.. مشيرا إلى أن الأعضاء المستقيلين حاليا يشكلون النصاب العددي المطلوب لحل المجلس بحكم القانون. يشار إلى أن هناك خلافا داخل دار الفتوى التي تمثل المسلمين السنة في لبنان حيث يوجد مجلس إسلامي شرعي أعلى ممد له بعد أن انتهت ولايته وهو مناوئ للمفتي محمد رشيد قباني الذي يتهم من قبل تيار المستقبل أنه قريب من حزب الله، وآخر منتخب موال للمفتي، واتخذ الأخير قرارا بتوسيع الهيئة الناخبة لمفتي البلاد مما أثار حفيظة المجلس الممد له القريب من تيار المستقبل مما ينذر بتصاعد الأزمة واحتمال انتخاب مفتيين للبلاد.