يعرف عن شهر الصيام أنه فرصة يبحث فيها المسلمون عن راحة النفس والخشوع خصوصا خلال الصلاة لكن لم يكن يتوقع مصلون في مسجد في جنوب أفريقيا أن صلاة التراويح ستنتهي بتهديد أرواحهم وسرقتهم. كان محمد كاندولو، عاكفا على أداء صلاة التراويح، ويستمتع بتلاوة إمام المسجد للقرآن الكريم. وفجأة، تلاشى الهدوء والروحانيات التي تحف بالمصلين. اقتحم مسلحون مسجد "فيزان-إي- بلال"، وسط أكبر المدن الجنوب أفريقية جوهانسبرغ، مساء الجمعة الماضي، وسرقوا المصلين تحت تهديد السلاح. وقال أحد المصلين في المسجد يدعى كاندولو: "لقد صدمت لأنني لم أكن أتوقع أن أتعرض للسرقة أثناء الصلاة داخل مسجد". وأضاف معربا عن أسفه: "هذا يدل على مدى خطورة الوضع الذي أصبحت عليه مدينتنا". وقال الإمام عاصم، وهو إمام مسجد فيزان-إي- بلال، إنه "كان يؤدي الركعة الثالثة للصلاة عندما سمع صخبا داخل المسجد، ولكنه واصل أداء صلاته حتى بدأت الأصوات تتعالى". وأضاف الإمام عاصم، "عندما التفت إلى الوراء رأيت مسلحين يسرقون المصلين". وتابع: "أمروا الجميع أن يرقدوا على الأرض. قاموا بتفتيش الكل وأخذوا الهواتف الجوالة والنقود، ولكنهم لم يطلقوا النار علينا، وذلك بفضل من الله". كما حطم اللصوص أيضا صندوقا كان يستخدم لجمع التبرعات النقدية للمسجد. وقال راشد علي، وهو مصل آخر، إنه رأى 6 رجال مسلحين، مضيفا: "بدا أنهم أفظاظ، ولكن الحمد لله أنهم لم يؤذونا". من جانبها، أكدت الشرطة أنه تم الإبلاغ عن واقعة سرقة، وأن التحقيقات ما زالت جارية في الوقت الراهن. غير أن كاندولو، والكثير غيره من المصلين لا يأبهون حقا بما حدث، حيث مضى قائلا: "السرقة لن تمنعني من الاستمرار في أداء صلواتي هنا، وهذا المسجد أقرب إلى محل إقامتي". ويعتمد العديد من المسلمين الذين يقيمون على طول شارع "الرئيس" في منطقة الأعمال المركزية بجوهانسبرغ على هذا المسجد لأداء الصلاة اليومية. ولايزال العديد من المصلين يواصلون التوافد على المسجد لأداء صلاة التراويح بعد الحادثة وبدا أنهم غير متأثرين بالسرقة، حيث قال ياسين وهو أحد المصلين: "لا أعتقد أن اللصوص سيعودون مجددا، لأنهم يعرفون أننا مستعدون لهم الآن". وبدورها، عززت السلطات من الإجراءات الأمنية، حيث يتواجد حارس أمن عند مدخل المسجد، فيما شوهدت عربات الشرطة تقوم بدوريات في المنطقة.