أكدت جامعة الدول العربية، أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع الحالية في العراق، وتقوم بإجراء اتصالات مع مختلف الأطراف لمتابعة الموقف. وقال السفير فاضل جواد، الأمين العام المساعد للشئون السياسية بالجامعة العربية، أنه لا حقيقة للمخاوف التى تثار بشأن تقسيم العراق، مؤكدا أن كل ما يثار عن تقسيم للعراق مجرد تضخيمات إعلامية لما يحدث فى العراق، مضيفا أن العراق هى الدولة المؤسسة للجامعة العربية وأن العراق يحافظ على سيادته ولن يكون هناك تقسيم. وأكد جواد- في تصريح له اليوم - وجود مشكلات كبرى فى العراق فى ظل وجود تنظيم ما يعرف إعلاميا ب "داعش" وإعلانة دولة الخلافة فى غفلة من الزمن على حد تعبيره. وأضاف السفير جواد، أن هناك مبادرة حالية من جانب الحكومة العراقية، حيث إن الجيش العراقى أعاد تنظيم نفسه فضلا عن دعما شعبيا وعشائريا كبيرا جدا له فى العراق. وأشار إلى أن الجامعة العربية تراقب الوضع فى العراق عن كثب فى ظل إعلان تنظيم "داعش" دولة الخلافة الإسلامية، والتي وصفها ب"البدعة الجديدة"، واصفا إعلان هذه الخلافة بأنها غطاء للتغطية على من يقف بالدعم والتمويل لتنظيم داعش. ووصف الأعمال التى تقوم بها داعش بأنها أعمال إرهابية من قتل وتقطيع أوصال، وتنفيذ إعدامات وحرق الناس وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، فهذه كلها أعمال تصب فى مصلحة أعداء الأمة العربية. وجدد استنكار الجامعة العربية وأمينها العام لهذه الأعمال الإرهابية من جانب تنظيم داعش على أرض العراق. مشيرا إلى وجود تكاتف إقليمي ودولى خاصة من دول الجوار مثل السعودية وإيران ومن دول الاتحاد الأوروبى وروسيا وأمريكا لمتابعة الأوضاع فى العراق ومن أجل محاربة الإرهاب الذى يهدد المنطقة بأكملها. مؤكدا فى الوقت نفسه أن هذه الجماعة الإرهابية لا تستبعد أي دولة عربية من أعمالها. وطالب السفير جواد الدول العربية، بأن تأخذ حذرها من هذا التنظيم الإرهابي والذى سيفقد الدول العربية وأنظمتها ما حصلت عليه من استقرار وإعمار ورفاهية خلال الفترة الماضية. وردا على سؤال حول اعلان رئيس كردستان مسعود بارازانى إجراء استفتاء على استقلال اقليم كردستان، قال السفير جواد، إن هذا كلام إعلامى ايضا. وقال إن الدستور العراقى الذى وقع عليه الكرد عام 2005 باعتبارهم جزءا من العراق لا يسمح بالانفصال بل يسمح بإقامة اقاليم. ولا يوجد نص فى الدستور يسمح بالانفصال، أما الحديث عن استفتاء فلا يتم لإقليم معين بل يتم استفتاء الشعب العراقى كله على مثل هذا الأمر، مشيرا الى أن الدستور يسمح بأن يتم استفاء الشعب العراقى كله على انفصال جزء منه وتشكيل دولة أخرى، ومؤكدا أن الأخوة الأكراد يعون أن الظروف المحيطة بالعراق من إيران وتركيا وكذلك المحيط الدولى لا يسمح فى الوقت الحاضر بإقامة دولة كردية. وأشار فى ذلك الصدد الى وجود تصريحات رسمية من إيران وتركيا لانفصال إقليم كردستان وإعلان دولة فى شمال العراق، وبالتالى لا يوجد أى تأييد فى العراق من أى طائفة لتقسيم العراق أو سوريا. وردا على سؤال حول وجود تقاعس من الجامعة العربية تجاه ما يحدث فى العراق وعدم الدعوة لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب. قال السفير جواد أنه لا يرى أن هناك تقاعسا من الجامعة معربا عن أمله أن تشهد الفترة المقبلة تشاورا على أعلى مستوى. وقال إن الجامعة العربية ليست بعيدة عن الوضع فى العراق واصفا الوضع العراقى ب "المعقد"، حيث لم تتمكن القوى السياسية من اختيار رئيس للبرلمان أو الحكومة أو الجمهورية، معربا عن أمل جامعة الدول العربية فى أن يكون للشعب العراقى الكلمة الفاصلة للخروج من أزمته. وأكد استعداد الجامعة العربية للقيام بدور أكبر حال تشكيل الحكومة الجديدة فى العراق.