أعلن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مبادئ وثيقة الربيع العربي المنبثقة من وثيقة الأزهر .. التي أدار حولها عدة حوارات مع مجموعة من المثقفين الممثلين لكافة التيارات السياسية .. وتوافقت جملة المبادئ المستمدة من الفكر الإسلامى و الطموحات المستقبلية للشعوب العربية. وأكد شيخ الأزهر خلال مؤتمر صحفي عقده الاثنين على ضرورة احترام مبادئ الوثيقة .. التى تتضمن أن تعتمد شرعية السلطة الحاكمة على رضا الشعوب باختيارها الحر من خلال اقتراع علني يتم فى نزاهة وشفافية وديمقراطية .. والمعارضة الوطنية الشعبية والاحتجاج السلمي حق أصيل للشعوب .. واكدت الوثيقة فقهيا ان البغاة هم الحكام الذين يرفعون الأسلحة فى مواجهة مخالفيهم والإفساد فى الأرض.. ولذلك على الحكام الاستجابة لهم دون مراوغة أو عناد .. كما تضمنت المبادئ أن مواجهة الاحتجاج الوطنى السلمي بالقوة والعنف المسلح و إراقة دماء المواطنين المسالمين نقدا لميثاق الحكم بين الأمة وسكانها ويسقط شرعية السلطة ويهدر حقها فى الاستمرار.. وإذا تمادت السلطة فى طغيانها أصبحت مدانة بجرائم تلوث صفحاتها وأصبح من حق الشعوب المقهورة أن تعمل على عزل الحكام المتسلطين ومحاسبتهم . كما تضمنت وثيقة الربيع العربي أن على قوى الثورة والإصلاح أن تبتعد كليا عن كل ما يؤدي إلى إراقة الدماء وعن الاستقواء بالقوى الخارجية أيا كان مصدرها . وناشد شيخ الأزهر من خلال المبادئ المعلنة قوى الثورة والتجديد أن تتحد فى سبيل حلمها بالعدل والحرية وأن تتفادى النزاعات الطائفية أو العرقية أو المذهبية أو الدينية حفاظا على نسيج المجتمع . وأعلن الامام الاكبر بناء على هذه المبادئ الإسلامية والدستورية مناصرة علماء الأزهر وقادة الفكر والثقافة لإرادة الشعوب العربية فى التجديد والإصلاح التى انتصرت فى مصر وتونس وليبيا ولا تزال محتدمة فى سوريا واليمن وأهاب الطيب بالمجتمع العربي الإسلامي أن يتخذ مبادرات حاسمة وفعالة لتأمين نجاح الثورات العربية بأقل قدر من الخسائر وأكد أنه من العار أن تظل المنطقة العربية وبعض الدول الإسلامية قابعة دون سائر بلاد العالم فى دائرة التخلف والقهر والطغيان و أن ينسب ذلك ظلما إلى الإسلام وثقافته البرئيتين من هذا البهتان.. وحذر شيخ الأزهر رعاة الاستبداد والطغيان .. قائلا لهم لا يحسبن أحدكم أنه بمنجاة من مصير الظالمين أو أن بوسعه تضليل الشعوب .. وليكف الجاهلون بالدين والمشوهون لتعاليم الإسلام والداعون لتأييد الطغيان والظلم والاستبداد عن هذا العبث الذى لا طائل وراءه. ويذكر أن من أبرز من حضر الاجتماعات التى بنيت عليها الوثيقة دكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي و دكتور نصر فريد واصل المفتي السابق ودكتور ناجح إبراهيم قيادي بالجماعة الإسلامية بالإضافة لعدد كبير من علماء الأزهر والمفكرين السياسيين.