ظنت انه سيعوضها عن سنوات الشقاء والبهدلة التى عاشتها، وسيريحها من عناء العمل صباحا بأحد المصانع وليلا بمستشفى خاص، لم يخطر على بال وفاء صاحبة السابعة والعشرين عاما يوما بأنها لم تكن سوى "استبن" ووسيلة يكيد بها زوجها خطيبته التى تركته لتتزوج بآخر. "سأقتله اذا حاول تنفيذ حكم الطاعة وأريح الناس من ارفه، وساعتها موته هيكون حلالا" بهذه الكلمات الغاضبة بدأت الزوجة العشرينية التى جاءت لمحكمة الاسرة بزنانيرى لحضور جلسة النطق بالحكم فى قضية الطاعة التى رفعها ضدها زوجها بعد 4 شهور من زواجها حديثها عن مأساتها، متابعة: "انا مت من زمان، الله يسامحه وينصرنى عليه موت كل حاجة حلوة بداخلى، لم يترك لى سوى القهر والمرض، مرعوبة من فكرة انى ارجع اعيش معاه بالقوة فى بيت واحد". وفاء تعود بذاكرتها سنتين للوراء تحدث عن طريقة تعارفها بطليقها قائلة: "تزوجت اسلام بطريقة تقليدية، كان جارى، كنت على علم انه مرتبط بفتاة اخرى وتركته لتتزوج بآخر، لم أعير اهتماما لتلك التفاصيل، فإسلام كان بالنسبة لى عريسا لقطة كما يقولون، سيسكنى فى شقة مستقلة، وليس كسابقيه الذين كانوا سيسكوننى فى غرفة ببيوت أهاليهم، لديه سيارة اجرة يعمل عليها وتدر له دخلا محترما، يضمن لنا حياة كريمة، ويرحمنى من بهدلة العمل فى المصانع صباحا والمستشفيات ليلا، لكنى كنت واهمة فخرجت من جحيم لجحيم". وفاء تحاول ان تمنع دموعها من الافلات وبصوت أجهده الحزن تقول:" غلطتى انى تغاضيت خلال فترة الخطوبة عن "مشيه البطال"، وعلاقاته النسائية التى لاتنتهى مع اثياب وابكارا، ونساء متزوجات، وغضضت البصر عن الرسائل الجنسية الفاضحة التى وجدتها على تليفونه الخاص، وصدقت كلامه بانها مجرد نزوات ستنتهى عند الزواج، وسامحته وقبلت الاستمرار معه، لكن قبل اتمام مراسم الزواج باشهر معدودة فؤجئت به يتهرب منى توقف عن زيارتى وحتى ان زارنى ، لاتتعدى مدة الزيارة سوى دقائق معدودة، كنت اظن بسذاجتى انه متعب من العمل لكن الحقيقة لم تكن كذلك ، فكان مشغول بالتخطيط لاستعادة خطيبته التى تركته لتتزوج باخر، وعندما فشل فلم يجد مفر من اتمام الزواج بى كيدا فيها، بمعنى ادق انا لم اكن سوى "استبن" لحبيبته السابقة". تحاول الزوجة العشرينية ان تخفى ارتعاشة اصابعها من الالم وتكمل :" تزوجته وبدأت فصل جديد من معاناتى معه، لكن هذة المرة المعاناة كانت مبكرة، بعد ثلاثة ايام بالكمال والتمام من زفافى، دبت المشاكل بيننا بسب حماى الذى تملكته الغيرة بعد ارتباطى باسلام، خاصة انه امتنع عن اغداق المال على والده كما كان يفعل من قبل، اصبح حماى يتدخل فى ادق تفاصيل حياتنا، احيانا كنت اشعر باننى متزوجة والد اسلام ، لدرجه انه ارغمنا على العيش معه وترك شقتنا وقبلت لكى اعيش، بعد الانتقال الى شقة حماى، توسعت دائرة التدخلات لتشمل اخوه الذى بدأ يتحكم فى نوعية الملابس التى ارتديها وشكلها، حرمة جسدى انتهكت داخل هذا البيت، اذا اراد زوجى ان يجتمع بى فى غرفتنا الخالية من الابواب، كان كل من بالمنزل يعلم بذلك، فيتركوا لنا البيت، ناهيك عن الاهانة والسب ،" انتى غطلة عمرى ياريتنى مابصيت للادب والاحترام ،عبارة لم تكن تفارق لسانه طوال الاربعة شهور فترة حياتى معاه". بابتسامة ساخرة تقول وفاء:" انا كنت بالنسبة له خادمة بورقة مأذون ، كان بيعتبرنى مش نسوان حسب تعبيره، طبيعى لاننا لم اكن على مستوى ساقطاته اللاتى استجبن لطلباته الشاذة، فلم يبخل عليهن لا بمال او ملابس، بينما كان يتركنى بلا طعام، تحملت ممارساته الجنسية الشاذة التى تسببت فى اصابتى بميكروب فى الرحم ، كاد ان يصيبنى بعقم، وادمانه لمشاهدة الافلام الاباحية ، وممارسة للجنس عبر التليفون مع سيدات متزوجات ومن جبروته كان يخبرنى بكل تفاصيل خيانته لى، كنت بموت فى كل لحظة ، طلبت منه ان يحتوينى، وسالته هل هو مش خايف انى اخونه، رد ببرود : انا متاكد انك عمرك ماتخونينى ولو عملتى كده هطلقك واخرجك بالجلابية الى عليكى, وفعلا فعلها". الزوجة المكلومة تكمل :" لااحد يصدق ان زوجى الشهم ضربنى بسبب غلاية شاى اتحرقت، حتى اصيبت بنزيف حاد وكدت ان افقد الجنين الموجود باحشائى، لولا ستر الله، وارادته بان ترى ملك الحياة ، تركت بيتى وذهبت الى بيت اهلى اونا انزف، نفذت بجلدى بعد ان سمعت حماى يوصى زوجى بان يؤجل وصلة الضرب للغد، مكثت عند اهلى حتى موعد الولادة وفى يوم سبوع ملك فوجئت بالمحضر يطلب منى التوقيع على طلبى فى بيت الطاعة ، فوكلت محامى وهاانا حتى الان متمرمطة فى المحاكم منذ سنتين، ولم اسلم من ايذائه لى ولاهلى وتشويهه لسمعة اختى وانها بدور على حل شعرها وغير متزوجة، رغم انها متزوجة وسعيدة، والغريبة ان زوجها جاهل لكنه افضل من زوجى المتعلم ". الزوجة العشرينية تختم مأساتها قائلة ودموعها ابت عن التوقف :" لم يرى ابنته منذ سنتين ولا يعرف حتى ملامحها ، بتقول كلمة بابا لوالدى ، الجيران احن عليها منه ، الله يسامحه كسرنى وذلنى لن انسى معايرته لى لاننى كنت اعمل فى مصنع ومستشفى رغم انى حافظت على نفسى ، واظن ان العمل ليس ذنب وفقرى ليس عيب ، وبسببه معايرته لى لم اعود للعمل مرة اخرى بعد الطلاق، ووالدى هو من يتولى الانفاق على وعلى ابنتى رغم انه على باب الله، الحقيقة خايفة اجيب الكلام لاهلى، دلوقتى انا رفعت قضية طلاق للضرر، لانه دمرنى نفسيا وشوهنى جسديا".