الحقيقة أنه خبر طريف ومضحك، فقد قال الدكتور عبدالخالق البديوي مدير مستشفى "سلمى" لجراحات التجميل، إنه ما زال يحتفظ بقطعة من أنف النائب أنور البلكيمي تحسباً لظهور أي أحداث جديدة.. وأضاف الرجل للزميل أحمد رجب على موقع "صدى البلد" أنه سيرفع قضية باسم الشعب ضد النائب الذي كذب على المصريين. وبعيدًا عن الطرافة، ومن حقنا الاستمتاع بها، فالأهم هو أن الدرس الأكبر فيما فعله "البلكيمي"، هو أنه لا قداسة لأي تيار سياسي يقول إن مرجعيته دينية، فهذه المرجعية مع كامل الاحترام لها، لا تمنح حصانة دينية لأي شخص مهما كان.. وأن كل التيارات السياسية ذات المرجعية الدينية (إخوان وسلفيين وغيرهما) لا يجب أن نقبل منها أن تعتبر نفسها مُتحدثة باسم الإسلام، فإذا اختلفت معها فأنت تختلف مع الإسلام، فهذه أكاذيب كبرى أفسدت ومازالت تفسد الحياة السياسية. فهؤلاء مجرد بشر يُصيبون ويُخطئون، وإذا فعلوا الثواب وإذا فعلوا الخطأ فلا علاقة للإسلام بالأمر على الإطلاق، ولكنها أفعال بشر، وبرامج سياسية يمكن الاختلاف والاتفاق حولها دون أي حساسية. هذا المنطق يتسق تمامًا مع جوهر الإسلام الذي نفى تمامًا "القداسة" حتى عن رجال الدين، ولم يُعيّن هذا الدين العظيم مُتحدثًا باسمه، ولم يُعيّن مؤسسة أو فردًا تحتكره لنفسها.. إنه دين عظيم أتمنى على زملاء "البلكيمي" من السلفيين والإخوان وغيرهما أن يُنزّهوه عن السياسة، ويضعوه في مكانته الرفيعة.