حالة من الفوضى والإهمال تضرب سوق القيسارية أقدم أسواق الصعيد بأسيوط وملتقى التجارة الأول، والتي يرجع تاريخها إلى العصر العثماني، حيث تعاني من انخفاض مستوى السلامة وارتفاع نسبة الخطورة؛ لصعوبة دخول سيارات النجدة والحماية المدنية؛ بسبب ضيق شوارعها وتكدسها بالإشغالات، كما تعاني ثلاث وكالات أثرية من وجود تشققات فى مبانيها تنذر بانهيارها. حيث تحتوى القيسارية على 3 وكالات ترجع إلى العصر العثماني: وكالة ثابت ولطفي وشلبي. والتي شيدت في القيسارية على الطراز المعماري العثماني الفريد، وكانت بداية لدرب الأربعين الذي يصل إلى إقليمي دارفور وكردفان بأسوان. وتتميز القيسارية بتعدد أبوابها، ويجد روادها صعوبة في الخروج منها؛ بسبب كثرة شوارعها ومنحنياتها وتقاطعاتها، والتي تتجاوز أطوالها الكيلو مترات. وقال يوسف محمد، أحد البائعين، إن الإهمال جعل الأسواق التجارية لم تعد مركزًا لباقي المحافظات كما كانت، مما أدى لانخفاض المعروض بها، حيث اندثر العديد من المهن، كصناعة الأحذية، والتي عمل أصحابها بمهنة الزجاج، بالإضافة إلى مهنة المغربل والمتواجدة بقلة في دكاكين العطارة، ومنهم أصحاب الخمسين عامًا. وقال الدكتور أحمد عوض، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية، إن منطقة القيسارية تتميز بأن بها عددًا من الوكالات والمباني الأثرية التي تجعلها مصدر دخل سياحي جيد، مشيرًا إلى أن القيسارية كلمة لاتينية الأصل تعني السوق التجارية في النظام الإسلامي. مضيفًا أن سكان القيسارية والبائعين يعانون من العشوائية وانتشار الباعة الجائلين؛ مما تسبب فى العزوف عنها، إضافة إلى ضيق الشوارع، الذي يحول دون السيطرة على أي حريق يمكن أن يندلع في أي لحظة؛ لعدم تمكن عربات الإطفاء من الدخول. ومن جانبه قال علي محفوظ، كبير مفتشي الآثار الإسلامية بأسيوط، إنه تم تسجيل 3 وكالات أثرية منذ عامين ونصف داخل القيسارية، لافتًا إلى أن هناك مشروعًا ما زال تحت الدراسة لتمويلها، والذي غالبًا ما سيكون من إحدى السفارات الأجنبية، لتحويل هذه الوكالات إلى مزارات وأماكن لعقد الندوات والحفلات، بما يساعد على الرواج السياحي والثقافي، بل ويتضمن إحياء مهن المحافظة القديمة.