تحل علينا اليوم ذكرى حصول الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وذلك يوم 13 أكتوبر 1988، حيث يعتبر أول أديب عربي يحصد الجائزة. وجاء في البيان الذي أصدرته الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة: "بموجب قرار الأكاديمية السويدية هذا العام منحت جائزة نوبل للآداب لأول مرة إلى المواطن المصري نجيب محفوظ المولود في القاهرة، وهو أيضًا أول فائز لغته الأدبية الأم هي العربية". ولد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا في 11 ديسمبر 1911 بحي الجمالية بالقاهرة، والده كان موظفًا، وأمه هي فاطمة مصطفى قشيشة، ابنة الشيخ مصطفى قشيشة، أحد علماء الأزهر. حصل على شهادة البكالوريا من مدرسة فؤاد الأول الثانوية، وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة عام 1934. بدأت هواية الكتابة لديه من سن مبكرة، حيث عمل خلال فترة دراسته بالجامعة في مجلة "المجلة الجديدة" التي كان يصدرها الكاتب سلامة موسى، وبها نشر أول مقالاته بعنوان: "احتضار معتقدات وتولد معتقدات"، عام 1930. قدم أول أعماله "مصر القديمة" عام 1932، تبعها بمجموعة قصصية حملت اسم "همس الجنون"، ليتجه بعدها إلى كتابة ثلاثية "عبث الأقدار" و"رادوبيس" و"كفاح طيبة"، كما ألف "ثرثرة فوق النيل"، و"ميرامار"، و"خمارة القط الأسود"، و"تحت المظلة"، و"حكاية بلا بداية ولا نهاية"، و"شهر العسل"، و"المرايا"، و"الحب تحت المطر"، و"الجريمة"، و"الكرنك"، وغيرها من الروائع. وتعتبر الثلاثية "بين القصرين" و"قصر الشوق" و"السكرية"، من أبرز أعمال أديب نوبل التي أظهرت من خلالها اسمه في الرواية العربية، كما تعرضت رواية "أولاد حارتنا" التي نشرتها صحيفة "الأهرام" على صفحاتها كاملة للاعتراض من مسؤولي الأزهر. يعد نجيب محفوظ أول روائي يتجه إلى كتابة سيناريو الأفلام، حيث شهدت الفترة ما بين عامي 1949 و1956 غزارة في إنتاج هذا النوع من الكتابة، وأول سيناريو كتبه كان "مغامرات عنتر وعبلة". تعرض محفوظ عام 1994 لمحاولة اغتيال وطعن بالسكين على يد أحد شباب التيار الإسلامي المتشدد، حيث أصيب في رقبته، وترك الحادث أثره على يده اليمنى بعدما أصاب السكين عصبًا داخليًّا، ونتج عنه مكوث الأديب العالمي بالمستشفى مدة جاوزت السبعة أسابيع. في أغسطس 2006 رحل محفوظ عالمنا، بعد معاناة من المرض، الذي أجبره على الإقامة بمستشفى الشرطة بالعجوزة، عقب إصابته بأزمة في الرئة والكليتين؛ ليرحل عن عالمنا بجسده، ويبقى محفوظًا في الأذهان بأعماله.