في تطور أخير شهده الميدان السوري علي صعيد ماهية وحجم القوات الروسية و تجهيزاتها كماً و كيفاً في الحملة التي تخوضها بالتنسيق مع سوريا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نيتها نشر قاعدة عسكرية بحرية دائمة في ميناء طرطوس السوري. حيث قال نيقولاي بانكوف نائب وزير الدفاع الروسي يوم الاثنين 10 أكتوبر ، خلال اجتماع للجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسي: "ستكون لدينا في سوريا قاعدة عسكرية بحرية دائمة في طرطوس. ولقد تم إعداد وثائق بهذا الشأن، ويتم التنسيق بشأنها حاليا بين مختلف الهيئات". وتوقع بأن تطلب وزارة الدفاع الروسية قريبا من البرلمان المصادقة على الوثائق بهذا الشأن. إستبق أعلان روسيا لإنشائها للقاعدة البحرية في طرطوس، وصول منظومة (إس 300) للدفاع الجوي و الطائرات الإعتراضية (ميغ 31) إلي سوريا، الأمر الذي أثار التساؤول حول طبيعة المنظومة الاخيرة و دينامية عملها و مداها العملياتي في الميدان السوري. لم تكن منظومة الدفاع الجوي (إس 300) التي وصلت مؤخراً إلي سوريا الاولي من نوعها، فقد سارع الروس بتنصيب منظومة (إس 400) للدفاع الجوي الأحدث في الترسانة العسكرية الروسية فور اسقاط تركيا لقاذفة السوخوي، و كشف الروس بذلك كل مناطق الشمال السوري مع تأمين محيط قاعدة حميمم الجوية التي تعمل من خلالها المقاتلات الروسية و اجزاء واسعة من الجنوب التركي المتاخم للحدود السورية، و التي حرمت سلاح الجو التركي من الاقتراب من الشمال السوري حتي بدأت عمليات درع الفرات بموافقة روسية ضمنية. بحسب وزارة الدفاع الروسية فإن المنظومة الجديدة (إس 300) ستتولي حماية القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، لتكشف بدورها الجنوب السوري في معادلة تكاملية مع منظومة (إس400) في قاعدة حميميم باللاذقية. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف: "فعلا نقلت إلى الجمهورية العربية السورية بطارية من منظومة الصواريخ المضادة للطائرات "إس-300″ وذلك لتوفير سلامة القاعدة البحرية الروسية في طرطوس والسفن الحربية الموجودة بالمنطقة الساحلية السورية وحمايتها من الضربات الجوية". وتتميز منظومة "إس-300 في أم" عن غيرها من المنظومات بإمكانياتها في منع الهجمات الصاروخية بالتحديد. أي أنها قادرة على اعتراض الرؤوس الحربية التي تحلق بسرعة 5 كم في الثانية. وتدميرها على ارتفاع يصل إلى 30 كم. وبهذا هي قادرة على مواجهة الصواريخ الأسرع من الصوت ليس فقط من طراز "توماهوك"، وأيضا الأكثر خطورة، بما في ذلك الصواريخ البالستية وحتى التي تطلقها الغواصات. هنا يبدوا أن الهدف الحقيقي وراء وصول طائرات الميغ 31 الاعتراضية و منظومة (إس 300)، هو تغطية كامل الاراضي السوري بمظلة جوية، تعمل بالتكامل مع مسح طائرات الميغ 31 الاعتراضية للاجواء و رصد اعتي المقاتلات الامريكية (إف 22) الشبحية ذات البصمة الحرارية المنخفضة للغاية، أي انها تهدف عملياً أن تحفظ للتواجد الروسي الحماية علي الارض، و حرمان الأمريكيين من المناورة في الاجواء السورية دون علم الروس و السوريين، هذا فضلاً عن منع الهجمات غير المصرح بها ومنع توفير تغطية جوية للإرهابيين. وبذلك رد الروسي علي التصعيدات الامريكية الاخيرة و التي ألمحت إلي إمكانية استهداف الجيش السوري مباشرةً، الامر الذي دفع الروس إلي الاعلان أن أي محاولة لاستهداف الجيش السوري هي استهداف للقوات الروسية في سوريا.