شهد الأسبوع الماضي مجموعة من التحركات الدبلوماسية المصرية، أبرزها انعقاد اللجنة المصرية السودانية على المستوي الرئاسي، واشتراك القاهرة في انتخاب الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، فضلًا عن التحركات المصرية لنفى المزاعم التي بثتها بعض الوكالات بأن القاهرة على علاقة باحتجاجات الأورومو في إثيوبيا. القمة المصرية السودانية رأس الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والسوداني عمر البشير بالقاهرة أعمال اللجنة العليا المشتركة المصرية السودانية التي انطلقت الأحد الماضي، على مستوى كبار المسؤولين، والثلاثاء على المستوى الوزاري، وتعقد اللجنة للمرة الأولى على مستوى رئيسي الجمهورية بعد أن كانت تعقد على مستوى رئيسي الوزراء في البلدين خلال السنوات الماضية. وتطرقت هذه القمة الثنائية إلى الأوضاع على الساحتين العربية والإفريقية، وتم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، تعزيزًا للتعاون في كافة الأوجه بين البلدين، وفق بيان للخارجية المصرية، وقال البشير إن الاجتماعات المشتركة بين مصر والسودان تظهر مدى رغبة البلدين في تعزيز فرص التعاون والتواصل بينهما، وتؤكد الخصوصية التي ميزت دومًا العلاقة بين البلدين الشقيقين. من جهته قال السيسي إن مصر والسودان تواجهان متغيرات وتحديات إقليمية ودولية تدفعهما إلى التكاتف وتضافر جهودهما، والتمسك بإعلاء دوائر الاتفاق والبناء عليها، كما أكد السيسي ضرورة التعاون المشترك بين مختلف مؤسسات البلدين؛ من أجل مكافحة قوى التطرف والإرهاب في المنطقة، داعيًا إلى إطلاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتي تجسد العلاقات الوثيقة والممتدة، وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم في شتى مجالات العلاقات الثنائية. وافتتح مؤخرًا منفذ "أرجين" البري بين مصر والسودان، الذي سيساهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، ونوه الجانبان خلال اللقاء عن أهمية الدفع قدمًا نحو تنفيذ اتفاقية الحريات الأربع لتعزيز التكامل بين البلدين، كما شهد الرئيسان خلال القمة التوقيع على 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجًا تنفيذيًّا في عدد من المجالات المختلفة. واتفق الجانبان على ضرورة مواصلة التنسيق القائم بين الدولتين في إطار المنظمات والمحافل الدولية، والتحديات الإقليمية التي تواجه الدولتين، بالإضافة إلى أهمية تضافر الجهود الدولية؛ من أجل التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقتين العربية والإفريقية، فضلًا عن ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومعالجة الأسباب التي تؤدي إلى تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية. في ضوء ذلك رأي الكثير أن السودان ومصر يعملان في الفترة الأخيرة على تنحية الخلافات جانبًا وانعقاد هذه القمة، وهو ما يشير بوضوح إلى الرغبة المشتركة في توطيد العلاقات الاقتصادية والتعاون في المجال الأمني. فعلى الرغم من ظهور بعض المماحكات بين مصر والسودان، خاصة فيما يتعلق بحلايب وشلاتين، وسد النهضة، وارتباط النظام السوداني بالأيدلوجية الإخوانية، إلا أن الجانبان ركزا في تلك القمة على الجوانب الإيجابية التي يمكن البناء عليها، من توجيه جدول اللجنة العليا لتفعيل المزيد من الاتفاقيات المشتركة بين الجانبين، خاصة في المجالات الاقتصادية. مصر تنفي دعمها للأورومو خلافات مصرية إثيوبية ظهرت على السطح مؤخرًا بسبب انتشار فيديو على يوتيوب يظهر حضور أحد المصريين مؤتمرًا لجبهة تحرير الأورومو والتي تطالب بإسقاط الحكومة الإثيوبية، وهو أمر أغضب إدارة أديس ابابا، واستغلته كورقة ضغط على المعارضة؛ بحجة التعويل على التدخل الخارجي. لكن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية نفى جملةً وتفصيلًا صحة ما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الأربعاء 5 أكتوبر بشأن دعم مصر لجبهة تحرير الأورومو، مؤكدًا على مبدأ مصر الثابت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لاسيما التي تربطها مع مصر علاقات وروابط خاصة على المستويين الرسمي والشعبي مثل إثيوبيا. واعتبر موقع "بوركينا" الإثيوبي أن علاقة مصر بإثيوبيا كانت وما زالت تشكل تهديدًا قويًّا للأخيرة، مؤكده أن بداية التوتر كانت منذ إعراب القاهرة الدائم عن قلقها بشأن مياه النيل، وأضاف الموقع أن الاتهام الإثيوبي لمصر جاء على خلفية ظهور مصريين يحملون أعلام "الأورومو"، ويوجهون حديثهم باللغة العربية إلى جمع من المهاجرين الإثيوبيين. لكن استنكر المتحدث باسم الخارجية هذه الاتهامات، وأكد أن هناك محاولات لبعض الأطراف المغرضة للوقيعة ودس الفتنة بين البلدين، مسترشدًا بما شهدته الفترة الأخيرة من تقارب وازدهار في العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة المستويات، ومؤكدًا أن حكومة وشعب مصر يتمنيان دومًا لدولة إثيوبيا الشقيقة الاستقرار والرخاء. انتخاب أمين الأممالمتحدة شاركت مصر في الجولة الحاسمة من جولات الاقتراع السري لأعضاء مجلس الأمن الدولي على المرشحين لمنصب سكرتير عام الأممالمتحدة، والذي سيشغل المنصب بانتهاء فترة ولاية السكرتير العام الحالي الكوري الجنوبي بان كي مون. وأسفرت نتيجة الاقتراع عن اختيار البرتغالي أنتونيو جوتيريش بتوصية المجلس، وهي التوصية التي سيرفعها للجمعية العامة لاتخاذ القرار النهائي بالتعيين. وقالت الخارجية المصرية إنه بالرغم من كون مصر عضوًا من بين الدول الخمس عشرة الأعضاء التي يحق لها الاختيار من بين المرشحين العشر للمنصب، فقد اتخذت موقفًا قويًّا يقر بأحقية الجمعية العامة في التصويت المنفصل على المرشح المختار، وذلك تعزيزًا لمبدأ ديمقراطية اتخاذ القرار في الأممالمتحدة. وصرح السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر الدائم لدى المنظمة الدولية في نيويورك أن مصر حريصة على إتاحة المجال للعضوية الكاملة للأمم المتحدة ممثلة في 188 دولة عضوًا في الجمعية العامة لإبداء الرأي في المرشح الذي اختاره 15 عضوًا فقط بالمجلس، وهو ما يسهم في تعزيز وضعية العضوية العامة وحماية مصالحها إزاء ما يتخذه السكرتير العام المقبل من قرارات وتوجهات بشأن مختلف القضايا السياسية والأمنية والإنسانية والتنموية التي تتناولها المنظمة. وأكد أبو العطا أن مصر ترحب باختيار جوتيريش للمنصب الرفيع، إذا ما توافقت على ترشيحه الجمعية العامة، نظرًا لتاريخه ومواقفه ومؤهلاته التي تميزه بالفعل عن غيره من المرشحين، مشيرًا إلى أن مصر تتطلع للتعاون معه بهدف استعادة الأممالمتحدة لمكانتها ودورها البارز على صعيد العلاقات الدولية.