"أسنّ السكين.. أسن المقص"، نداء يتردد كثيرا في المناطق الشعبية وغير الشعبية، يعرض صاحبه إعادة إحماء السكاكين والمقصات وخلافه، سواء كانت سكاكين الاستعمالات المنزلية، أو السكاكين التي تستخدم كأدوات في محلات البقالة والجزارة وما شابه. وفي محافظة سوهاج، لا يزال بعض السنانين يمارسون المهنة داخل محلاتهم، وهي مهنة قديمة تكاد أن تتلاشى رغم أهميتها، كما اندثرت مهن تراثية وتاريخية كثيرة، وتنشط مهنة "السنّان" هذه الأيام على وجه الخصوص، ونحن على بعد أيام من عيد الأضحى المبارك، الموسم الأشهر والأهم للذبح الأضاحي وما يستلزمه من سنّ السكاكين والسواطير والمستحدات. أشرف الزهري، 35 سنة، صاحب محل سن وبيع عدد وأدوات الجزارة بمنطقة الشيخ عبد الله بمدينة طهطا، قال إنه توارث مهنة سن السكاكين والسواطير عن أجداده، منذ أن كانت السكين تسن بقرش أو قرشين، وحينها كان موسم السن يبدأ بعد عيد الفطر بأيام ويستمر حتى بعد عيد الأضحى بأسبوع. وأضاف أن سوق سن وبيع عدد وآلات الجزارة أصابه الكساد هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار وضعف الحالة الاقتصادية التى أجبرت المواطنين على التخلي عن سُنة الأضحية. رغم استخدام كثير من ربات المنازل وأصحاب المحال والفنادق حجر الجلخ الكهربائي لسهولته وتوفره في أي وقت، لا يزال زبائن كثيرون يبحثون عن حجر الجلخ الجبلي لمعرفتهم بأهمية هذا النوع من الحجر في سن السكاكين، حسبما قال الزهري. وعن أسعار السن أوضح الزهري، أن سن السكين أو الساطور يتراوح ما بين 3 و5 جنيهات للواحدة وفقا لحالة الزبون ومظهره، وبسبب تراجع أعداد الراغبين في سن السكاكين والسواطير اضطر الزهري، أن يتجه للتجارة بجانب مهنته التي توارثها عن أجداده، فبدأ ببيع جميع لوازم الجزارة من القرم والشوايات والهوايات والموازين "الديجيتال" والمستحدات والسكاكين والسواطير بكل أنواعها وأشكالها، كما أضاف لتجارته لوازم صالونات الحلاقة أيضا.