قال موقع أوول أفريكا إن المبررات القانونية والعسكرية الأمريكية لتنفيذ هجمات على الصومال تطورت في الآونة الأخيرة، بما يؤدي إلى زيادة ضرباتها الجوية، ويمكنها من استخدام نفس الاستراتيجية في أماكن أخرى بإفريقيا. وتابع الموقع أنه في مارس 2016، بعد أسابيع من التدريبات المرهقة للقوات الأمريكية في الصومال، سار مئات من المجندين الشباب في تشكيل أمام ضباطهم حوالي 120 ميلًا إلى الشمال من مقديشو؛ استعدادًا لشن هجوم واسع النطاق على قاعدة الطائرات بدون طيار المجاورة في "كامب". وأنشأت الطائرات الأمريكية جسرين جويين، وأفرجت عن 3 صواريخ موجهة، وفي غضون دقائق قتل العشرات، وأصيب العديد بإصابات بالغة. ووفقًا لمكتب الصحافة الاستقصائية كانت الولاياتالمتحدة قد بدأت أكبر غارة دموية جوية في تاريخها. ولم تكن هذه هي العملية الجوية الأولى التي قامت بها الولاياتالمتحدة في الصومال، ففي الواقع سبق هذه العملية 18 عملية أخرى، ولكن هذه كانت الضربة الأولى التي تقوم بها الولاياتالمتحدة كدفاع عن النفس في مواجهة "تهديد وشيك"، ومنذ موقعة كامب استخدمت الولاياتالمتحدة هذا التبرير في العديد من المناسبات الأخرى. وأضاف الموقع أن الولاياتالمتحدة، على ما يبدو، قد وجدت الأداة القانونية التي توفر لها أسبابًا مقنعة لعملياتها العسكرية بشكل أسهل وأكثر اتساعًا في الصومال، وأنها قد لا تتوقف عند هذا الحد. دخول الصومال لسنوات عديدة كان تدخُّل الولاياتالمتحدة في الصومال مرادفًا للفشل الذي لحق بها في عملية 1993، والتي قتل فيها 19 جنديًّا أمريكيًّا ومئات المواطنين الصوماليين، في غارة فاشلة في مقديشو. هذه الحادثة خلدت في هوليوود بلاك هوك داون؛ مما قاد الولاياتالمتحدة إلى سحب قواتها والحذر من التدخل في الصراعات الخارجية. وأضاف الموقع أن تلك الاستراتيجية تغيرت بعد هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي في عام 2001، وفي غضون سنوات قليلة بعد ذلك وجدت القوات الأمريكية نفسها في أفغانستان والعراق مع فرق مكافحة الإرهاب السرية، ووسعت عملياتها إلى أبعد من ذلك في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2006 أدت الحرب الأهلية في الصومال إلى ظهور حركة الشباب، وهي جماعة متشددة، لتشن حربًا ضد الحكومة الصومالية وحلفائها من السياسيين والعسكريين، وهكذا بعد 13 عامًا كانت الولاياتالمتحدة قد تراجعت عن قرارها بالابتعاد عن التدخل المباشر في الصراعات الخارجية، وأرسلت قواتها لدعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم)، وبعثة حفظ السلام الإقليمية المكلفة بمحاربة حركة الشباب ودعم الحكومة الصومالية الوليدة. وذكر الموقع أن الولاياتالمتحدة شنت أول عملية جوية في الصومال في ذلك العام نفسه، واستهدفت المنظمين في 1998، وضربت القوات الأمريكية من خلال معسكر تدريبها بالقرب من راسكمبوني في جنوبالصومال 4 قرى. وبررت الولاياتالمتحدة ما قامت به مستخدمة نفس تصريح القوة العسكرية التي تم استخدامه لغزو أفغانستان بعد 11 سبتمبر، فهذا التفويض أعطى الرئيس الأمريكي المرونة في استخدام كل القوة اللازمة والمناسبة لمطاردة الجهات الإرهابية الضالعة في هجمات 11 سبتمبر. نحو المهمة ادعت الولاياتالمتحدة أن تدخلها في الصومال لمهمة محددة، وهي محاربة الإرهاب، ولكن إدارة أوباما زحفت إلى ما هو أبعد من ذلك، فلاحقت نشطاء داعش في اليمن وسوريا والعراق، مدعية أنها شريك للجماعات الإرهابية في نيجيريا وليبيا وبنغلاديش. وتابع الموقع أن الرئيس القادم للولايات المتحدة يتمتع بسلطات قانونية واسعة على نحو مقلق لتوسيع النطاق الجغرافي لضربات الولاياتالمتحدة إلى أبعد من ذلك، وأضاف أن مصالح أمريكا السياسية والتكتيكية تختلف بالطبع من مكان إلى آخر، ولكن إذا لم ترغب في توسيع عملياتها في أجزاء مختلفة من إفريقيا في المستقبل، فسيكون لها سوابق لمتابعة ذلك.