بعد تبنيها استراتيجية داعش.. الحركة تواجه سلسلة خسائر النجار: تحمل فكر القاعدة وبها انقسام حول مبايعة داعش أبو سمرة: وجود الظلم يدفع الشباب لتأييدها لم تسلم القارة السمراء من انتشار موجات التنظيمات الإرهابية، حيث تلقفت طرف خيطها في بداية عام 2004، ومع انتشار الفقر والجهل والمرض في القارة التي شاخت منذ زمن، ووجد التطرف الطريق ممهدًا له للانتشار والظهور بقوة على الساحة في الصومال, فمع انتشار المجاعات والفقر في هذه الرقعة تزداد الحاجة لقشة النجاة التي اعتقد شباب الصومال خطأ أنها ستكون داخل التنظيمات الإرهابية. وفي ظل هذه الظروف ظهرت حركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو حركة الشباب المجاهدين أو الشباب الجهادي، فهي تتخذ عدة أسماء، وهي حركة إرهابية نشأت في الصومال وأخذت من تنظيم القاعدة منهجًا فكريًّا لها تنشط في الصومال, وللظروف الصعبة التي تعيشها هذه الدولة جراء الاستعمار الذي رحل بجنوده لكنه لم يرحل بتدميره لها فإنها تعادي الولاياتالمتحدةالأمريكية وتتهم وزارة الخارجية الأمريكية بالإرهاب. تأسست الحركة في بداية عام 2004 وكانت الذراع العسكرية لاتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة، غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامها إلى ما يعرف ب«تحالف المعارضة الصومالية». وحتى الآن لم يتم تحديد أعداد المنضمين لهذه الحركة ذائعة الصيت في الصومال إلَّا أنه عند انهيار اتحاد المحاكم الإسلامية التي انقسمت لعدة حركات إرهابية تحمل السلاح في وجه الدولة، قدر عدد حركة المحاكم الإسلامية بين 3 آلاف إلى 7 آلاف عضو تقريبًا. ويتلقى أعضاء الحركة تدريبات في إريتريا، حيث يقيمون لستة أسابيع في دورة يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستخدام القنابل والمتفجرات. وتعد القرصنة قبال سواحل الصومال أهم مصادر تمويل الحركة، ويتواجد مقاتلون أجانب مسلمين داخل الحركة كانوا قد دعوا للمشاركة في «جهاد» ضد الحكومة الصومالية وحلفائها الصليبيين الإثيوبيين. ونفذت الحركة عدة عمليات إرهابية وتفجيرات انتحارية بعد أن تم إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية عام 2008، أهمها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق عمر حاشي أدن في 18 يونيو 2009، الذي قتل في التفجير داخل فندق ببلدة بلدوين وسط الصومال وقتل معه 30 شخصًا على الأقل، حيث أعلن متحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي لاحق تبني الحركة الهجوم ووصفها للوزير ب«المرتد الكافر». وترفض الحركة وجود نواد للموسيقى أو للرقص، وتحرص على تفجيرها وتهاجم الفتيات في الشوارع؛ بسبب عدم ارتدائهم زيًّا مناسبًا على حد وصفهم، ويشغل أحمد ديري أبو عبيدة منصب زعيم الحركة حاليًا بعد أحمد عبدي غودني، الذي تزعم الحركة من 2008 إلى 2014، المشهور ب«الشيخ مختار عبد الرحمن أبو الزبير» وقُتل بغارة أمريكية في سبتمبر 2014 جنوبالصومال, والذي تولى زعامة التنظيم خلفًا لآدم حاشي فرح عيرو، الذي لقى حتفه 1 مايو 2008 في غارة جوية أمريكية على منزله بمدينة غوريعيل وسط الصومال، حيث تحرص أمريكا على مهاجمة التنظيم وتقليم أظافره كل فترة. وتمكنت قوات الأمن الصومالية أمس بالتعاون مع قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأممالمتحدة، من السيطرة على أربعة مواقع لحركة «الشباب» الصومالية المتطرفة ،واعتقلت 10 من مقاتلي «الشباب» أثناء العملية دون أي مقاومة من قبلهم, وتتعرض الحركة لسلسلة من الهجمات عليها من قِبَل الحكومة الصومالية، بعد أن اتبعت استراتيجية تنظيم داعش في السيطرة على الأراضي والبقاء فيها، مما يسهل القضاء عليها. من جانبه قال سامح عيد، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية: إن حركة شباب المجاهدين الصومالية متشددة تابعة فكريًّا لتنظيم القاعدة، وتعادي الغرب وتقاتل ضده وضد من تعتبرهم موالين له من حكومات وأنظمة أو مواطنين مسيحيين، حيث تقتلهم على المذهب والديانة والهوية، كما تتشدد ضد مرتكبي المعاصي، وتعتبر الغناء والحفلات والموسيقى وممارسة الرياضة ضمن المعاصي التي تحاربها. وأضاف عيد في تصريح ل«البديل» أن هذه الحركة تعادي النظام الإثيوبي باعتباره نصرانيًّا محاربًا للإسلام، وكان أشهر شخصياتها أبو حسين الأنصاري، الذي قتل في قصف أمريكي عام 2008، وتعود نشأتها إلى قبل ذلك بعامين، حيث بدأ اسمها يتردد ونشاطها يظهر ما بين 2005 و2007، وعندما أعلنت انشقاقها عن تنظيم المحاكم الإسلامية، الذي كان يتزعمه شيخ شريف أحمد؛ بسبب اتجاه تنظيم المحاكم للتحالف والتعاون مع من اسمتهم الحركة علمانيين وصليبيين. وتابع عيد أنه الآن يقودها أبو منصور الأمريكي, مؤكدًا أن هناك انقسامًا في الحركة حول مبايعة داعش أو الالتزام ببيعة القاعدة، حيث نشرت مؤسسة البتار الإعلامية تفريغًا لإصدار مرئي بعنوان «بيعة ثلة من مجاهدي الصومال» يظهر مجموعة من حركة الشباب المجاهدين الصومالية يعلنون بيعتهم لأبو بكر البغدادي، قائد تنظيم داعش الإرهابي، إلَّا أن باقي أعضاء الحركة لم يعلنوا تحولهم للولاء لداعش. ودار نقاش داخل الحركة حول الانتماء لداعش أو تجديد الانتماء للقاعدة بداية من 2013، لكن لم يسفر النقاش عن إعلان تحول من كل الأعضاء، بما يعنى أن الحركة بقيت على ما هي عليه تابعة للقاعدة إلَّا بضعة قليلة بايعت تنظيم داعش. واتفق معه في الرأي محمد أبو سمرة، أمين عام الحزب الإسلامي، قائلًا: هناك جزء من الحركة بايع تنظيم داعش بعد أن كانت مبايعة القاعدة، وحاولت قيادة حركة الشباب المجاهدين استيعاب الخلاف بالموافقة على إدخال بعض استراتيجيات داعش عليها، وبالتالي الأسلوب اختلف كثيرًا عن منهج القاعدة وحده. وأضاف أبو سمرة في تصريح ل«البديل»: منهج الدولة يعتمد على تحرير الأراضي التي تخضع لنظم علمانية وتطبيق الشريعة فور التمكن منهاموضحًا ، وتشهد هذه العمليات انتشارًا واسعًا في الدول المجاورة، خاصة المناطق التي تسكنها أكثرية مسلمة، ولذلك تلاقت في كثير من الأعمال مع الحركة الشبيهة لها، وهي بوكو حرام في نيجيريا. وتابع: استطاعت الجماعتان تكبيد الجيوش في دول وسط وشرق إفريقيا خسائر فادحة؛ نظرًا للخبرات المتراكمة للتنظيمين ووجود الأيدلوجية التي يفتقدها الآخرون، بخلاف أنهم يخوضون حرب عصابات معتمدين على الحاضنة الشعبية والقبول الشعبي من الأفرقة الذين يفتقدون المساواة والعدل من حكوماتهم.