حذرت الولاياتالمتحدة من أنها قد تغلق سفارتها في سوريا قريبا بسبب تدهور الوضع الأمني هناك ولكن مسؤولين قالوا إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن خطوة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات بين واشنطنودمشق. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية “على الرغم من أنه لم يتم اتخاذ قرار فلدينا مخاوف خطيرة بشأن الوضع الأمني المتدهور في دمشق. “أبلغنا أيضا الحكومة السورية بأنه إذا لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة خلال الأيام المقبلة فقد لا يكون أمامنا خيار سوى إغلاق السفارة.” وقال مسئول أمريكي إن الحكومة السورية ليس أمامها وقت كبير لمعالجة المخاوف الأمنية الأمريكية. وأضاف: “نريد أن يحدث شيء عاجلا وليس آجلا.” وقال إن قرار إغلاق السفارة قد يصدر قريبا إذا لم يحل الوضع الأمني. وإغلاق السفارة الأمريكية والذي يعد بمثابة قطع العلاقات الدبلوماسية رسميا سيخفض بشكل حاد الاتصالات المباشرة بين دمشقوواشنطن التي تقود حملة عقوبات دولية ضد سوريا في الوقت الذي أوضحت فيه أنها غير مستعدة للقيام بعمل عسكري. وكرر جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض الجمعة دعوة أمريكية للأسد لوقف حملة دامية ضد المحتجين والتنحي قائلا إن سقوطه “أمر حتمي” وأشار إلى أن قبضته على السلطة تتراخى. وقال كارني: “من الواضح أن نظامه لم يعد يسيطر بشكل كامل على البلاد وهو يأخذ سوريا في اتجاه نهاية خطيرة. وفي الغضون، قال مصدر دبلوماسي عربي إنه من المرجح أن تمدد الدول العربية مهمة مراقبيها في سوريا رغم القلق من عدم قدرتهم على وقف إراقة الدماء طوال الشهر الأول من مهتهم هناك. وتتباين وجهات النظر بشكل كبير بين أعضاء الجامعة حول كيفية التوصل إلى حل دائم للازمة في سوريا وقال المصدر إنه ليس أمامهم الآن أي خيار يذكر سوى تجديد مهمة المراقبين دون تغيير. وشملت العوامل الداعمة لمثل هذا القرار عدم وجود رغبة دولية لتدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا وتقييم بأن المراقبين يساعدون على اأاقل في كبح بعض العنف وتشجيع الاحتجاجات السلمية. وانتهت فترة التفويض الممنوحة للبعثة التي تضم 165 فردا أمس الأول الخميس دون أي دلالة على توقف الحملة الدموية التي يشنها الأسد لقمع الاضطرابات الشعبية. وقال المصدر في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة “كلما اقترب موعد اجتماعات الأحد للجنة العربية ولوزراء الخارجية العرب زادت القناعة بضرورة تمديد مهمة بعثة المراقبة العربية في سوريا.” وأضاف: “نعم لا يوجد رضا تام فيما يتعلق بتعاون سوريا مع بعثة المراقبة. ولكن في ظل غياب أي خطة دولية للتعامل مع سوريا فإن الخيار الأفضل هو بقاء المراقبين.” وقال مصدر الجامعة العربية إن الاقتراح القطري بررسال قوات عربية كان منفصلا عن النقاش الخاص بتمديد بعثة المراقبة وسيناقشه وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة يوم الأحد ولكن لا توجد خطة محددة بشأن ذلك. ويبدو انه حتى الدول التي كانت تطالب بسحب المراقبين بدأت في تغيير موقفها. ويعتمد القرار النهائي في جزء منه على ما سيعرضه رئيس بعثة المراقبة محمد الدابي يوم الأحد. وقال المصدر “إذا واصل السوريون تعاونهم الجزئي كما ابلغ الدابي اللجنة قبل أسبوعين فإن هذا التعاون الجزئي أفضل من ترك الساحة خالية للنظام السوري بمفرده.”