تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في التاسعة إلا الربع مساء بتوقيت القاهرة، صوب مدينة ميلانو الإيطالية، وبالتحديد نحو ملعب «جوزيبي مياتزا» معقل فريقي ميلان وإنترميلان؛ لمتابعة قمة ريال مدريد وشقيقه الأصغر أتلتيكو مدريد الإسبانيين، في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. مشوار الفريقين في البطولة ريال مدريد:بدأ الفريق الملكي مشواره في البطولة من دور المجموعات، ضمن المجموعة الأولى التي ضمت أندية باريس سان جيرمان الفرنسي وشاختار دونيتسك الأوكراني ومالمو السويدي، وتأهل الريال إلى دور الستة عشر بعدما تصدر هذه المجموعة برصيد 16 نقطة، وبفارق ثلاث نقاط عن النادي الباريسي صاحب المركز الثاني. وكانت قرعة دور ال16 رحيمة بالميرنجي، حيث أوقعته في مواجهة فريق روما الإيطالي، ولم يجد بطل إسبانيا أي صعوبة في تخطي فريق العاصمة الإيطالية «روما»، حيث تغلب عليه ذهابًا في ملعب «الأوليمبيكو» بهدفين دون رد، وحقق نفس النتيجة إيابًا على ملعب «سانتياجو برنابيو» بالعاصمة الإسبانية «مدريد». واصلت القرعة وقوفها بجوار الريال صاحب الرقم القياسي في الفوز بدوري الأبطال، حيث وضعته في مواجهة فولفسبورج الألماني في دور الثمانية، ولكن الفريق الألماني وضع ريال مدريد في موقف لا يحسد عليه بعدما تغلب عليه ذهابًا في ألمانيا بهدفين دون رد، لكن ريال مدريد تدارك الأمر في موقعة الإياب، وفاز بثلاثية نجمه البرتغالي المتألق كريستيانو رونالدو؛ ليتأهل إلى نصف النهائي. وفي الدور نصف النهائي لعب الريال أمام فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، في مواجهة وصفها الكثير من متابعي كرة القدم بالسهلة للفريق الإسباني، بل وأشار الكثير بأصابع الاتهام للاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن القرعة موجهة لصالح الفريق الإسباني، وأن هناك تلاعبًا بها، حيث وضعت ريال مدريد في مواجهة الفرق الأضعف في البطولة منذ بدايتها وحتى وصولها للمباراة النهائية، بعدما تغلب على السيتيزين في نصف النهائي بهدف دون رد في مجموع المباراتين. ووفقًا لما صرحت به وسائل الإعلام الكتالونية المنتمية لنادي برشلونة الإسباني الغريم التقليدي لفريق ريال مدريد، فإن المباراة النهائية تعد الاختبار الأول للريال في البطولة. أتلتيكو مدريد: بدأ الروخ بلانكوس هو الآخر مشواره في البطولة من دور المجموعات، ضمن المجموعة الثالثة التي ضمت أندية بنفيكا البرتغالي وجالطة سراي التركي وإف سي أستانا الكازاخستاني، وتأهل أتلتيكو إلى دور الستة عشر بعدما تصدر مجموعته برصيد 13 نقطة، وبفارق ثلاث نقاط عن بطل البرتغال. واجه فريق العاصمة الإسبانية في دور ال16 نظيره بي إس في أيندهوفن الهولندي، وتعادلا ذهابًا على ملعب «فيليبس» بمدينة «إيندهوفن» الهولندية بدون أهداف، وتعادل الفريقان إيابًا على ملعب «فيسنتي كالديرون» بمدريد بنفس النتيجة خلال الوقت الأصلي والإضافي للمباراة، ليحتكما إلى ركلات الحظ الترجيحية التي ابتسمت لبطل إسبانيا، ومنحته بطاقة العبور لدور الثمانية. وفي مواجهة صنفها الكثير بالنهائي المبكر وضعت القرعة برشلونة حامل اللقب في مواجهة صانعي الوسائد، وحقق البارسا انتصارًا ثمينًا على ملعبه ووسط أنصاره بهدفين مقابل هدف، وظن الكثير أن برشلونة حسم الأمور لصالحه، لكن قلب فريق المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني الطاولة في موقعة الإياب، ووصل إلى شباك برافو في مناسبتين، مع الحفاظ على شباكهم نظيفة؛ ليتأهل على حساب حامل اللقب إلى نصف النهائي. لم تكن القرعة رحيمة بفريق سيميوني، حيث وضعته في مواجهة أحد المرشحين بقوة للظفر باللقب، وهو بايرن ميونيخ الألماني، وحقق الأتلتيكو انتصارًا بصعوبة على ملعبه بهدف دون رد، ولعب بنفس الطريقة التي اعتمد عليها في موقعة الذهاب في مباراة العودة بألمانيا، وخطف بطاقة التأهل من أنياب الأسد، على الرغم من خسارته بهدفين مقابل هدف، ولكن تأهل بالهدف الاعتباري الذي سجله خارج ملعبه. رغبة الفريقين يأمل ريال مدريد، بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، في حصد اللقب الحادي عشر له في دوري الأبطال، كما يأمل زيدان في أن يكون أول ألقابه كمدرب هو دوري أبطال أوروبا. في المقابل يسعى فريق أتلتيكو مدريد، بقيادة مدربه دييجو سيميوني، إلى الثأر من ريال مدريد، الذي أنهى حلمه في الظفر بأول ألقابه بدوري الأبطال عام 2014، حينما حول سيرجيو راموس وجهة اللقب من فيسنتي كالديرون إلى سانتياجو برنابيو في اللحظات الأخيرة من المباراة. وبنسبة كبيرة حسم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد لقب هداف المسابقة، حيث يمتلك في جعبته 16 هدفًا، ويعد أقرب منافسيه في البطولة الآن هو أنطوان جريزمان مهاجم أتلتيكو، ويمتلك في جعبته 7 أهداف فقط. الترشيحات يرى لاعبون سابقون في ريال مدريد الإسباني أن فريقهم مرشح للقب بصورة طفيفة عن جاره العاصمي. وقال لويس فيجو «لا يهم من هو الأوفر حظًّا إذا لم تفز لاحقًا بالنهائي. بموجب الخبرة والتاريخ فإن ريال مدريد لديه علاقة خاصة مع دوري الأبطال، لكن في كرة القدم يجب تحقيق الفوز على الملعب. النهائي دائمًا ما يمثل فرصة وحيدة، وبلوغه أمر صعب للغاية. مسيرة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان كانت جيدة للغاية، وأنا سعيد من أجله». بينما قال البرازيلي روبرتو كارلوس «يجب التفكير في الفوز فقط. أظهر ريال مدريد في الأشهر الأخيرة أنه يمكنه تحت قيادة مدرب جيد إسعاد الجمهور. زيدان يستحق خوض النهائي. لا أعتقد أن هناك ضغوطًا للفوز بالكأس الحادية عشرة. الفريق خاض عدة مباريات دون الخسارة، ويمكنه تحقيق تقدم طفيف، لكن يجب توخي الحذر جدًّا أمام أتلتيكو». في المقابل يرى لاعبون آخرون، من بينهم دافور سوكر، أن فرص الفوز في المباراة متساوية، قائلًا «إن فرص الفوز بالنهائي متساوية. مفتاح المباراة سيكمن في الاستحواذ على الكرة. آمل في أن يحسم الكرواتي لوكا مودريتش النهائي». واتفق صديقه المقرب بيديا مياتوفيتش في الرأي، لكنه قال «هذا النوع من المباريات دائمًا ما يفوز فيه الفريق الذي لديه لاعب أو اثنان في كامل جاهزيتهما الفنية. في حال قدرة ريال مدريد على اللعب كفريق، فإن لديه فرصًا عديدة للفوز، لكن أتلتيكو بلغ النهائي في حالة جيدة للغاية. أنا متفائل. أعتقد أن الريال متفوق بشكل طفيف». وقال سيدروف «إن النهائي متكافئ للغاية، وإن الفريقين وصلا إليه في حالة قوية، مضيفًا أن دييجو سيميوني مدرب الأتلتي قام بأداء جيد في أتلتيكو، لكني كمدريدي آمل في فوز الريال». وأبرز الإيطالي فابيو كانافارو عقلية الفوز التي يتمتع بها الريال، مشيدًا بأداء صديقه سيرجيو راموس، قائلًا «الريال لديه جينات أكبر للفوز من أتلتيكو بموجب تاريخه، لكن سيميوني شكل فريقًا يصعب هزيمته. دفاع فريق الروخ بلانكوس متفوق، لكن سرخيو راموس قال لي إنهم في حالة جيدة، وإنهم يرغبون في تقديم أداء جيد في المباراة. وهذا ما منحني الثقة». ويرى ميشيل سالجادو أن النهائي يأتي في أفضل وقت بموسم ريال مدريد، قائلًا «بعد مباراة كامب نو، حدث تغير جذري، وبدأ الفريق في الصعود. أتلتيكو يعد الأوفر حظًّا للفوز بلقب التشامبيونز، وبلغ النهائي برغبة خاصة في الثأر. ستكون مباراة صعبة للغاية. يجب الإشادة بالجهود الكبيرة لزيزو. آمل في فوز الريال بثلاثة أهداف مقابل واحد».