شهدت مدينة طنطا ليلة أمس احتفالية كبيرة في ختام الليلة الكبيرة لمولد «رجبية» العارف بالله السيد «أحمد البدوي»، حيث هرب البسطاء والغلابة من وجع السياسة وقسوة المعيشة، إلى عالم أرحب في حضرة السيد البدوي، حيث يفترشون الأرض إلى جوار المقام، في جلسة روحية امتلأت بعدد من النجوم، يرددون ويرتلون وتهتز أجسادهم كعنقود العنب المدلى، احتفالًا بالليلة الكبيرة لمولد «الرجبية»، وأقاموا الخيام بالقرب من المسجد للاحتفال بالليلة الختامية. حضر الاحتفالية وفد من الطرق الشاذلية والسطوحية والعزمية والرفاعية والخلوتية والبرهامية والخليلية والهاشمية، وأقاموا الخيام بالقرب من المسجد الأحمدي، وأطعموا الفقراء والمساكين والرواد، على مدى أسبوع كامل؛ للاحتفال بالرجبية. قال الشيخ حسين وهدان، إمام وخطيب المسجد الأحمدي بطنطا: مولد الرجبية ينسب إلى الشيخ محمد الرجبي، أحد رواد ومحبي السيد البدوي، وعندما أتى لزيارته في شتاء عام 1232، أقام بالمسجد أسبوعًا بمن معه من اتباع ومريدين، يطعم الطعام ويقيم حلقات الذكر، ثم رأى أن يُغَيِّر ويجدد تلك العمامة التي فوق تابوت قبر السيد البدوي، وجعل ذلك عادة سنوية، وبهذا تضاعف العدد بتوالي الأعوام، وسمى ذلك ب«الرجبية» فأصبحت عادة طيبة وأقر المجلس الصوفي هذه الليلة من الموالد الصغيرة، يحتفل بها محبو الشيخ محمد الرجبي، وتقام في أبريل من كل عام، لافتًا إلى أن الليلة الكبيرة شهدت إقبالًا كبيرًا من مريدي البدوي، وأن هذا العام هو أكثر الأعوام إقبالًا على الاحتفال بهذه الليلة مقارنة بالأعوام الماضية. وقال الشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية: في هذا المولد العظيم تتوالى الرحمات وتكثر البركات، لقصره على العبادات وبذل الصدقات واغتنام النفحات، وتشهد الاحتفالات التواشيح والأناشيد الدينية والابتهالات لعدد من المنشدين، كما شهدت خيام الطرق الصوفية حلقات ترديد الأناشيد الصوفية المعروفة في حب الرسول، وحمل الأعلام الخضراء والتكبير والتهليل، وسط زحام شديد من أتباع الطرق الصوفية، مشيرًا إلى أن التصوف هو الحب والتسامح والعطاء وقبول الآخر، وهكذا هم أهل التصوف، مؤكدًا أن معظم الشعب المصري له ميول صوفية. كانت محافظة الغربية قد أعلنت حالة الطوارئ للاحتفال برجبية البدوي، بتكثيف الحملات الأمنية بالساحة الأحمدية ومناطق الاحتفال، وتوفير أجهزة كاشفة للمفرقعات ودوريات تجوب الشوارع طوال فترة المولد.