قالت مجلة تايم الأمريكية إنه بعد أسابيع من العثور على جثة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة، اتهمت الحكومة المصرية عصابة مكونة من خمسة أشخاص بقتل ريجيني، لكن لا أحد يصدق الحكومة. وتضيف المجلة أن بعد أسابيع من وفاة الطالب الإيطالي فشلت الحكومة المصرية في تقديم تفسير نهائي للوفاة، بعدما عثر على جثة ريجيني على جانب الطريق الصحراوي في 3 فبراير الماضي، بعد 10 أيام من اختفائه من وسط القاهرة، وقد حملت جثته الكثير من الكدمات والحروق والجروح، في علامة واضحة لأساليب التعذيب المستخدمة من قبل أجهزة الأمن المصرية، حتى أن والدته قالت إنها لم تتمكن من التعرف على ريجيني إلا عن طريق أنفه. وتشير المجلة الأمريكية إلى أنه في الأسابيع التي تلت وفاته، أكد مسؤولون مصريون أن ريجين قد قتل في حادث سيارة أو كان ضحية لمجرمين عاديين، لكن طلبت إيطاليا باجراء تحقيق كامل، وبعدها أكد النائب العام المصري المسؤول عن القضية، أحمد ناجي أن ريجيني تعرض للموت البطيء. وتلفت المجلة إلى أنه في 24 مارس أعلنت وزارة الداخلية المصرية أن ريجيني قتل برصاص عصابة مخصصة في السطو وقتل الأجانب انتحلوا شخصية رجال شرطة، وقد حصلوا على متعلقات الطالب في منزل أحد أفراد العصابة. وتوضح المجلة أن الكثير من الأسئلة ظهرت بعد الإعلان عن مسؤولية العصابة خطفها ريجيني وظهرت أيضا الكثير من التناقضات الخاصة بتصريحات وزارة الداخلية المصرية، فلو استهدفت العصابة ريجيني لسرقته، لكن لماذا قتلته وعذبته؟، ولماذا أخفت العصابة المزعومة أدلة وأوراق ريجيني لأسابيع؟، مما عزز الشكوك لدى المحققين الإيطاليين، وأكد مسؤول لوكالة أنباء انسا، أن القضية لم تغلق. وذكرت المجلة أن جماعات حقوق الإنسان ومحللين مصريين أكدوا أن وزارة الداخلية كاذبة، حيث قال محمد لطفي، المدير التنفيذي للجنة المصرية للحقوق والحريات في القاهرة: هذه المحاولة الأكثر جدية من قبل الحكومة لتوفير غطاء وتكتم عن الحقيقة، وبهذه الطريقة لا تسير الأمور. وتوضح المجلة أنه في عام 2015 قتل نحو 474 شخصا على يد قوات الأمن المصرية، وفقا لمركز النديم، المعني بحقوق الإنسان ومقره في القاهرة، وأكد محمد لطفي أن السلطات المصرية ببساطة تتجاهل التحقيق، أو تسقطه عندما يتضاءل الاهتمام. وترى المجلة أن قضية ريجيني دفعت إلى أزمة دبلوماسية، حيث تستمر أسرته وكذلك المسؤولين الايطاليين والاتحاد الأوروبي في الضغط لفتح تحقيق كامل، مما يعرض العلاقات المصرية الإيطالية لشرخ كبير، فقد علقت الجمعية العامة للسياحة الإيطالية الرحلات السياحية إلى مصر، وهدد كبار المسؤولين الإيطاليين باتخاذ إجراءات أقوى إذا لم تتعاون مصر فورا. وتشير المجلة إلى أن الاهتمام الدولي بقضية ريجيني سلط الضوء على وحشية القمع السياسي في مصر، وسجل الشرطة المصرية الطويل في تعذيب المعتقلين، وزيادة الانتهاكات منذ صيف عام 2013.