في الوقت الذي انتفض فيه أولياء أمور الطلاب على المناهج بسبب الحشو وصعوبتها، وتسبب ضغط أولياء الأمور على وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالي الشربيني وإجباره على لقائهم في مناقشة أزمة المناهج، إلا أن قرارت الوزير جاءت محبطة لهم. كان وزير التعليم قد التقى أمس عددًا من أولياء الأمور، وقرر عدم إدراج ما امتحنه الطلاب فى الميدترم ضمن امتحانات آخر العام، والذى يمثل 35% من مناهج الفصل الدراسى الثانى، واعتبار أن هذا الجزء للمطالعة، كما سيكون هناك برنامج زمني لتنفيذ الأنشطة التربوية بالمدارس على مدار العام الدراسى من خلال قطاع الخدمات والأنشطة بالوزارة. وبشأن زيادة المصروفات فى بعض المدارس الخاصة أوضح الوزير أنه يمكن لولى الأمر استخدام الرقم القومى وبيانات الطالب فى الدخول على موقع الوزارة؛ للتعرف على الرسوم المدرسية. وفيما يتعلق بمادة الكمبيوتر أشار إلى أنها مادة نشاط، ويتم تدريب الطلاب عليها عمليًّا من خلال التطبيق على أجهزة الكمبيوتر، ولا يتم طباعة كتاب المادة طبقًا لفلسفة تدريس المادة. وعن مشكلة التعدي على المدارس، أكد الوزير أنه يتم التواصل المباشر مع وزارة الداخلية عند حدوث أى مشكلة، ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة نحوها. وقالت منى الهلالي، أحد أولياء الأمور الملتقين بوزير التربية والتعليم، إن أولياء الأمور يرون قرارات الوزير غير كفاية، مضيفة أن الجمود الفكري هو ما يطغى على وزراء التعليم، "لما الوزير يكون شايف نفسه إنه لا يملك تغيير في الشهادات، ويصر على استكمال سلسلة مواد العلوم والرياضيات لمدة عام آخر، مع علمه ويقينه بعوار هذه المناهج، يبقى إيه الفايدة من وزراء التعليم؟"، وتابعت أن "وزير التعليم هو أعلى منصب في التعليم، يعني معه عصا سحرية اسمها السُّلطة، يقدر بكلمة يسعد ملايين وينقذهم من الهم والعذاب، يقدر يقدم لمصر أحسن جيل متعلم ومحب للعلم والثقافة بدل ما نجري ورا سراب"، متسائلة: خطواتنا الجاية إيه في ظل استمرار الوضع؟ وأضافت أنه من المفترض أن يتدخل النواب الذين قمنا بانتخابهم للدفاع عنا، متعجبة من أنه "ما حدش فيهم نطق، ولا حتى فكر يتكلم فى الموضوع. هم ما عندهمش عيال؟ هم فين من معاناة أولياء الأمور؟". وقالت فاطمة السيد أحد أولياء الأمور الذين التقوا الوزير "أنا عايزة اللي يمسك الوزارة يكون ولاده لسه في المدارس، خاصة في مرحلة ابتدائي. ويا ريت لو واحدة ست، وكل سنة نعمل معاها اجتماع وقت المذاكرة، ونشوف رأيها: يا ترى فاهمة المنهج وهي بتلزقه في دماغ ولادها؟ وبتدفع كام دروس؟ ولا ولادها بياخدوا درجات أعمال السنة؟ ويا ترى المدرسين عند ولادها بيشرحوا ولا إيه؟"، متابعة "أنا مش راضيه غير بحل جذري وفوري مش فتات". وأعربت أم هاجر والدة طلاب بالصف الرابع والخامس الابتدائي بالأزهر عن مفاجأتها بأن قرارات وزير التربية والتعليم لا تشمل طلاب الأزهر، متسائلة "هو إحنا مش من أمهات مصر ولا إيه؟ وأولادنا مش من أبناء مصر ولا إيه؟"، مؤكدة أنهم في أحوج ما يكونون لمثل هذه القرارات؛ نظرًا لاعتبارات كتيرة، منها كثرة مواد الأزهر، ونظرًا للقرار الذي فاجأهم به الأزهر أمس بتقديم موعد امتحان آخر العام، وجعله يبدأ 16 إبريل؛ مما أدى إلى إلغاء بعض المعاهد الأزهرية إجازة السبت؛ لمحاولة الانتهاء من المناهج، مضيفة "أنا وأبنائي في حالة نفسية سيئة جدًّا، وضغط شديد". من جانبه قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم، إن هذه القرارات بالإلغاء أو الحذف لن يستفيد منها الطلاب؛ لأنه بالفعل تم تدريسها للطلاب لهم، وقاموا بمذاكرتها، موضحًا أن هذه الحلول مؤقتة لهذا العام، وفي الأعوام القادمة سوف يعود الأمر لوضعه، مشيرًا إلى أنه كان يجب أن يتم وضع حلول جذرية لعملية المناهج، وهو ما يدل على أن الإدارة تسير يومًا بيوم، وليس هناك خطة مستقبلية، موضحًا أن الوزير ليس موظفًا، ولا بد أن تكون لديه حنكة في الإدارة. وأضاف نور الدين أن فقد تواصل الوزارة مع الرأي العام وعدم خلق قنوات تواصل مع المجتمع والإعلام وعدم إشراك المجتمع في خطط الوزارة السبب الرئيسي في ظهور حملات أولياء الأمور، لافتًا إلى أنه لو كانت لجان تطوير المناهج بها ممثلون عن أولياء الأمور، وعرضوا مشاكلهم بطريقة منظمة، وتم مناقشتها، لتغير الوضع، ولكن حالة الضباب من الوزارة هي التي أدت إلى تفاقم الأمر مع أولياء الأمور. وأوضح أن الوزارة كانت تنوي من الأساس التعديل والحذف، ولكن رأت أن تظهر ذلك بأنه تم في إطار ضغط مجتمعي، وأكبر دليل أن الوزير عندما التقى أولياء الأمور، اتخذ قرارات فورية بالحذف والتعديل، دون الرجوع إلى مستشاري المادة؛ لأخذ رأيهم عن مدى تأثير الحذف، وهل سيخل بمستوى المنهج، أم لا.