احتكرت البعثات الأجنبية العمل الأثري في مصر منذ اكتشاف علم المصريات حتى الآن، فما زالت هناك 250 بعثة أجنبية تنقب عن الآثار في مصر مع إعطائهم الامتيازات؛ لتستحوذ على كامل المواقع المهمة. وذكر بعض الأثريين أن هناك أكثر من 10 آلاف أثري مصري نصفهم حاصل على دورات وشهادات في التنقيب عن الآثار، ولكن الوزارة تفضل الاعتماد على البعثات الخارجية. اكتشفت منطقة آثار أسوان رسمًا لنجمتين سداسيتي الشكل تمثلان نجمة داود الشهيرة، على نقوش معبد «أوزير نسمتي» بجزيرة ألفنتين غرب النيل بأسوان، حيث تعمل البعثة الألمانية، وتم تشكيل لجنة أثرية للتحقيق في الأمر، والتي أوصت برفع البلوك الحجري الذي يحمل نجمة داود وإيداعه المخزن لحين دراسته. وكشف محمد الإدريسى، مفتش آثار، أن الذي رسم النجمتين على الكتل الحجرية أحد أعضاء البعثة الألمانية، ويُدعَى «كورمينيوس»، سويسري الجنسية، ويعمل مع البعثة الألمانية داخل المنطقة الأثرية بجزيرة ألفنتين بأسوان، مؤكدًا أنه لا بد من اتخاذ قرارات حاسمة مع البعثة الألمانية. ومن جانبه صرح الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، أنه تم إزالة الكتلة الحجرية المنقوش عليها نجمتا داوود بمعبد "أوزير نسمتي"، والذي يعود للعصر الروماني. وأوضح «عفيفي» أن أحد مفتشي الآثار بالمعبد كان قد لاحظ وجود نقش لنجمتي داوود على كتلة حجرية قامت بإعادة تركيبها البعثة الألمانية العاملة بالموقع، والتي تقوم بأعمال حفر وإعادة بناء الكتل الحجرية للمعبد، حيث قام بإعداد مذكرة وإخطار المنطقة لاتخاذ اللازم. وأكد عفيفي أنه أصدر تعليماته للبعثة الألمانية برئاسة الدكتور "كارنيلوس" برفع الكتلة الحجرية على الفور لحين الانتهاء من دراسة تاريخ النقش وتحديد أثريته من عدمه، محذرًا من إيقاف عمل البعثة بمصر واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة تجاهها إذا تكرر الأمر مجددًا. من جانبه قال نصر سلامة، مدير عام آثار أسوان والنوبة، إن الكتلة الحجرية التي تم إزالتها لا تحمل أية نقوش أو كتابات مصرية قديمة من الداخل أو الخارج، وإن نجمتي داوود المنقوشين عليها لا تتعدى الواحدة منهما 10 سم، لافتًا إلى أنه جارٍ الآن الإعداد لنقل هذه الكتلة لأحد المخازن الأثرية بأسوان.