تصاعدت أزمة اتحاد كتاب مصر، بعد استقالة أكثر من ثلثي أعضاء المجلس، حيث وصل عدد المستقيلين حتى الآن إلى 19 عضوًا من أصل 30، مطالبين بإقالة رئيس الاتحاد الدكتور علاء عبد الهادي، وعقد جمعية عمومية طارئة؛ وذلك لأسباب، منها قرارات «عبد الهادي» الأخيرة المتعلقة بوقف إصدار مجلة الاتحاد، التي كان من المقرر صدورها مع بداية كل شهر ميلادي، ووقف بدلات السفر عن أعضاء المجلس، وتعطيل أعمال بعض الفعاليات والأعمال الخاصة بالمؤتمر السنوي. واعتصم أول أمس عدد من أعضاء الاتحاد، من بينهم الشاعر محمد ثابت ومحمد عبد القوي وأحمد عنتر، مؤكدين أن اعتصامهم لن ينتهي حتى يتقدم الدكتور علاء عبد الهادي باستقالته. وقال الدكتور مدحت الجيار، أستاذ النقد الأدبي، إنه سيعقد اجتماعًا غدًا في الاتحاد؛ للاتفاق على عقد جمعية عمومية غير عادية قبل الجمعية العمومية التي سيعلن عنها رئيس الاتحاد، مضيفًا أن الاعتصام المفتوح الذي يدشنه أعضاء الاتحاد والجمعية العمومية اليوم يهدف لجمع مائة توقيع لإمكانية انتخاب مجلس إدارة جديد. وعن تصريحات رئيس الاتحاد الأخيرة حول أنه حتى لو استقال الثلاثون عضوًا، سيصعد غيرهم بحكم المادة 32 من القانون، التي تجبررئيس الاتحاد على تصعيد أعلى الأعضاء أصواتًا في آخر انتخابات صحيحة مكان المستقلين، أوضح «الجيار» أن التصعيد يتطلب أن يوافق المجلس على الاستقالة، أو أن توافق الجمعية العمومية، لكن القانون لم يعطِ رئيس الاتحاد سلطة قبول الاستقالة، خاصة لو كانوا أكثر من 5 أعضاء. وتابع الجيار، في تصريحات خاصة ل«البديل» أن الخطوة القادمة هي اللجوء للقضاء المستعجل، وتحديد جلسة في أقصى سرعة؛ للخروج من هذه الأزمة. وقال الشاعر حزين عمر، سكرتير الاتحاد، إنه ستتخذ إجراءات تصعيدية، غدا، مؤكدًا أن الاعتصام مستمر وممتد حتى عقد الجمعية العمومية. وحتى لو لم يكتمل النصاب القانوني غدًا، فسيستمر الاعتصام، وسيتم الاتجاه لتجميع التوقيعات. أنشئ اتحاد الكتاب بالقانون رقم 65 لسنة 1975، المعدل بالقانون رقم 19 لسنة 1987، وقت أن كان الكاتب الراحل يوسف السباعي وزيرًا للثقافة، وانضم إلى المؤسسات الثقافية الأهلية الأخرى، مثل: نادي القصة، وجمعية الأدباء وغيرهما، الأمر الذي جعل من الاتحاد وقتها ركيزة من ركائز العمل الثقافي العربي، وإضافة هامة على المستوى العربي. جاء تأسيس اتحاد الكتاب تجسيدًا لحلم مثقفي مصر بإقامة تنظيم ثقافي غير حكومي، يضم الأدباء والمثقفين المصريين، بمختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم، بعيدًا عن تأثير الدولة ومؤسساتها الرسمية؛ ليكون منبرًا يستطيعون من خلاله إعلان مواقفهم من كل القضايا الثقافية والوطنية، في مصر والوطن العربي، وأداة لتوحيد الشعوب العربية.