سقط أكثر من 190 قتيلاً وجريحاً من الزوار الشيعة في هجوم انتحاري وسط البصرة عشية اجتماع الزعماء العراقيين برعاية رئيس الجمهورية جلال طالباني للبحث في الأزمة السياسية المستعصية على الحل منذ شهور. وقال المدير العام لدائرة الصحة في البصرة رياض عبد الأمير ل”الحياة” مساء أمس “إن حصيلة التفجير الانتحاري أكثر من 53 قتيلا و137 جريحا”. وكان الزوار الشيعة يقصدون جامع الخطوة في قضاء الزبير (غرب المدينة) حيث قطعت الأجهزة الأمنية الطريق المؤدي إلى الجامع أمام حركة السيارات وسمحت للمشاة بالعبور من نقاط التفتيش. وقال قائد العمليات في البصرة عبد الأمير اللامي ل”الحياة” إن “التفجير نفذه إنتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً قرب القطاع الأول من القطاعات الأمنية عند مبنى المعهد الفني بعدما إكتشفت القوات الأمنية أمره”. وزاد أن “الإنتحاري كان يوزع بعض المأكولات والحلوى والفواكه وفجر نفسه قبل أن يتم القبض عليه”. وأشارت مصادر أمنية إلى إبطال عبوات ناسفة زرعت في المنطقة، بعد عملية التفجير. ولفت قادة أمنيون إلى زيادة نسب العمليات الانتحارية في الشهور الأخيرة، ما يشير إلى عودة تنظيم “القاعدة” إلى نشاطه، خصوصاً في المناطق الشيعية، مؤكداً قدرته على تجنيد انتحاريين جدد ونقلهم إلى الأماكن المختارة. ولم تكشف قوات الأمن هويات الانتحاريين في التفجيرات الأخيرة، لكنها أشارت إلى أن “انتحاري البطحاء” عربي الجنسية من دون الإشارة إلى طريقة وصوله إلى مكان الحادث. وينقسم المحللون في الجنوب حول أسلوب عمل “القاعدة” بين من يؤكد وصول الانتحاريين عبر البحر، ومن يشير إلى نقلهم من شمال ووسط العراق إلى مدن الجنوب عبر الطريق البري. وتتزامن التفجيرات الأخيرة التي تهدف إلى استعادة أجواء الفتنة الطائفية في البلاد مع صراع سياسي محتدم يتخذ بدوره طابعاً مذهبياً وتكثر التحذيرات محلياً وإقليمياً من تسببه بحرب اهلية جديدة. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انتقد خلال لقاء تلفزيوني تصريحات رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان الذي أعرب عن المخاوف من حرب طائفية في العراق بسبب سياسة الحكومة ضد معارضيها. وقال إن “تركيا تمارس دوراً ربما يؤدي إلى كارثة وحرب أهلية في المنطقة لن تسلم هي ذاتها منها”.