يعاني قرابة 50 ألف مواطن يقطنون »صفط الخمار «مركز المنيا، حالة من الاختناف والحصار داخل قريتهم؛ بعد إزالة الكوبري الرئيسي للقرية، وبسبب مشروع الصرف الصحي المغطي، الذي لم يكتمل بعد، معطلا خلفه شوارع رئيسية وفرعية بات السير فيها ممنوعا نتيجة أعمال الحفر. يقول سلامة أبو سمرة، أحد أبناء صفط الخمار: «منذ قرابة عام مضى، تم إغلاق الكوبري الرئيسي للقرية، المخصص للمشاه والسيارات؛ بسبب سوء حالته، وخشية فجائية انهياره، ولأن الكوبري كان يقع في منتصف القرية ويربط شرقها بغربها وشمالها بجنوبها، تسببت عملية إزالته – دون توفير بديل- في إعاقة حركة الأهالي، الذين يقطعون مسافات طويلة في طريق ذهابهم وإيابهم من وإلى منازلهم يوميا، لاضطرارهم الجوء إلى كوبري المسشفى الذي يبعد قرابة كيلو مترا، أو كوبري المشاه البحري الذي يبعد بنفس المسافة. وأوضح أحمد صلاح، موظف الوحدة المحلية بقرية صفط الخمار ل»البديل«، إن الأهالي طالبوا بتوفير بديل للكوبري حتى الانتهاء من إنشائه، وبالتالي تم الاتصال بعلاء السبيعي، النائب البرلماني عن الدائرة، دون معرفة النتيجة. ومن جانبه، أكد السبيعي ل«البديل»، أنه تقدم بطلب لوزير الإسكان؛ من أجل الموافقة على إنشاء عوامة – كوبري خشبي- لحين الانتهاء من الكوبري الأساسي، ورد بأن الأمر يقع ضمن اختصاصات محافظ المنيا، مضيفا: «اتصلت بالسكرتير العام للمحافظة، فحولنا إلى رئيس مجلس المدينة، الذي أرسل الطلب إلى الوحدة المحلية بالقرية، وانتهى الأمر إلى أنه سيتم البدء في إنشاء الكوبري الشهر المقبل؛ خاصة أن إنشاء العوامة يكلف الدولة 150 ألف جنيه». وعن مشروع الصرف الصحي الذي بدأ تنفيذه منذ 2011 ولم ينته حتى اليوم، رصدت «البديل» قطع عدد كبير من شوارع القرية بسبب أعمال الحفر الجارية، ما يعوق حركة سير السيارات والدراجات داخل القرية، ويسبب إزعاجا دائما للفلاحين خلال رحلتهم ذهابا وإيابا من وإلى حقولهم. وتسبب تعطيل مشروع الصرف أيضا في وفاة الطفل محمد عبد الهادي نوح، 3 سنوات؛ نتيجة سقوطه داخل بالوعة منزوعة الغطاء أمام منزله، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 11259 إداري مركز المنيا، الأمر الذي يصيب الأهالي بالذعر الدائم. وقال سيد مرزوق، أحد أبناء القرية، إن الأهالي أصبحوا في سجن كبير يسمى «صفط الخمار»، ولا يمكن استمرار الوضع على ما هو عليه، مطالبا الجهات المختصة ونواب البرلمان بالنظر إلى القرية ومشكلاتها، وإيجاد الحلول العاجلة. »صفط الخمار» الكائنة غرب مركز المنيا، تبعد 18 كيلو مترا عن مدينة المنيا، وتعرف بالقرية الأم؛ لكبر مساحتها، وتعدادها السكاني المرتفع، ولكونها تضم قرابة 17 نجع يتبعونها إداريا، إلى جانب توافر المصالح والمنشآت الحكومية المهمة كالوحدة المحلية، والمستشفى، ونقطة الشرطة، ومجمع مدارس ثانوي وأزهري.