انتابت حالة من الذعر المواطنين والمرضى بمحافظة كفر الشيخ؛ بعد تداول معلومات عن إصابة سيدة بمرض نقص المناعة «الإيدز» كانت تجري عملية غسيل كلوي بوحدة الغسيل، التي استخدمها بعدها مئات المرضي أيضًا. ورغم أن وزارة الصحة نفت الأمر على لسان الدكتورة لميس المعداوي، وكيل الوزارة بمحافظة كفر الشيخ، التي أعلنت عن وجود حالة واحدة مصابة بالإيدز، وأنها لم تنقله إلي مرضي الغسيل الكلوي؛ نظرًا لتعقيم جميع المعدات والفلاتر المستخدمة في الغسيل قبل وبعد كل جلسة لمنع انتقال أي فيروسات بين المرضى، إلا أن عددًا من الأطباء رددوا العكس، وأعربوا عن تخوفهم من انتشار المرض دون أن ندري. يقول الدكتور محسن سلام، طبيب أمراض الفيروسات الكبدية، إنه كلما ظهرت كارثة جديدة تهدد حياة المصريين، نجد وزارة الصحة تنفي الخبر برمته بدلًا من التعامل مع الأمر علي أنه حقيقة حتي يثبت العكس، مؤكدا وجود عوامل كثيرة تؤدي إلي انتشار الأمراض، سواء الإيدز أو أي فيروس آخر عن طريق أجهزة الغسيل الكلوي، منها، استخدام «الهيبارين» الذي يمنع تجلط الدم أثناء الغسيل الكلوي، ويتعامل معه العاملون بالمستشفيات بقمة الاستهتار. وأضاف سلام ل«البديل» أن جهاز الغسيل الكلوي مفترض ألا ينقل أي فيروس آخر، لكن في حالة الممارسات الخاطئة، قد ينقل جميع الفيروسات؛ نتيجة لعدم الاكتراث بتغيير الفلاتر وغيرها من الأمور التي لا يعلمها سوي القائمين علي وحدة الغسيل الكلوي بكفر الشيخ، الذين أجروا الغسيل الكلوي للسيدة المصابة بالإيدز. وأوضح الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام بمعهد الكبد، أنه من المفترض ألا تنقل ماكينات الغسيل الكلوي أي فيروس إذا اتخذت الإجراءات الوقائية، كتخصيص فلاتر لكل مريض ومرشحات خاصة به دون غيره، مؤكدا أن ما يؤدي إلي نقل الفيروسات، الممارسات الخاطئة التي يتبعها بعض العاملين مثل عدم تغيير القفازات، وعدم الاهتمام بوضع السرنجات في عبوات الهيبارين، التي تكون ملوثة بدم المرضي، ما يسهل عملية نقل الفيروسات بصورة كبيرة. وطالب عز العرب وزارة الصحة بضرورة التفتيش الدقيق علي العاملين، والتأكد من معرفتهم معايير الجودة ومراقبة الأدوات، وتوفير جميع المستحضرات اللازمة، كما طالب المستشفيات أيضًا بإجراء كشوفات طبية علي أي مريض يبدو عليه علامات الإصابة سواء بالإيدز أو غيره من الأمراض الأخري التي تنتقل عن طريق الدم؛ لأن عدم الكشف علي المرضي قد يؤدي إلي إصابة مستشفي بأكلمه.