تصاعدت التوقعات باندلاع الحرب بين روسياوتركيا عاجلا أم أجلا، نتيجة الاستفزازات اليومية المستمرة بين الجانبين، لا سيما بعد أن أطلقت سفينة روسية الأحد الماضي النار تحذيرًا لبارجة تركية في بحر إيجه، كادت تصطدم بسفينة روسية، وأمس أيضًا خلال ساعات الليل غيرت سفينة حراسة روسية مسار سفينة تركية تعمل في مجال النفط، كل هذا التوتر أدّى إلى الغاء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لروسيا، وكان إعلان الإلغاء من جانب الكرملين. وكانالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح خلال زيارته إلى بلجيكا أكتوبر الماضي: بأن أي هجوم على تركيا هو بمثابة هجوم على حلف الناتو، معربًا عن ثقته بعدم تغير موقف الحلف بهذا الشأن، مضيفا: تحاول روسيا بناء قاعدة في سوريا، في هذا السياق يتم انتهاك مجالنا الجوي، ولن نصبر على ذلك، وللأسف فقد حدثت تطورات لم نكن نريدها في الأيام الأخيرة، الأمر الذي يتعارض مع مواقف الناتو، وقد تم إصدار تصريحات حادة، وأنا على ثقة بأن تلك المواقف ستبقى ثابتة، وتكمن في أن أي هجوم على تركيا يعتبر هجومًا على «الناتو». في هذا السياق، قال موقع «جلوبال ريسيرش» البحثي: الرئيس التركي حليف الإمبريالية المتمثلة في الولاياتالمتحدة، ينفذ جزءًا كبيرًا من جدول أعمال الحرب الخاص بحلف الناتو، ويخاطر بشكل كبير فيما يتعلق بالمواجهة المباشرة مع روسيا. ويضيف الموقع أن حادث إسقاط الطائرة الروسية الحربية على الحدود السورية من المرجح أن يكون مدبرًا من قِبَل واشنطن بالتعاون مع أنقرة، لبدء الحرب المتهورة ضد موسكو. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال خلال المشاركة في حفل زمالة وزارة الدفاع الروسية الجمعة الماضي: لقد أمرت بالعمل الجاد ضد أي هدف يهدد القوات الروسية أو بنيتنا التحتية على الأرض، ولذلك سيتم تدمير هذا التهديد على الفور، محذرًا: أولئك الذين ينظمون الاستفزازات ضد جنودنا، لقد اتخذنا بالفعل تدابير إضافية لضمان أمن الجنود الروس والقواعد الجوية، فقد تم تعزيزها بطائرات وأنظمة دفاع صاروخي جديدة، وصواريخ جو دقيقة. ويلفت الموقع إلى أن عضو في المعارضة التركية يدعى ماهر عكار وجه تهم إهانة الرئيس التركي إلى بوتين ووزير الدفاع الروسي، حيث كتب في صحيفة الصباح التركية، مقالا تحت عنوان «لا يمكننا غض الطرف عن التشهير ضد رئيسنا أو مسؤولينا». ويوضح الموقع الكندي أن اتهامات بوتين ومسؤولين روس آخرين لها أدلة وحقائق ثابتة، منها تجارة النفط السوري غير المشروعة لأردوغان وعائلته مع داعش، مشيرا إلىاصطدام سفينة تركية بسفينة روسية في بحر إيجه الأحد الماضي، وقد اضطرت السفينة الروسية لإطلاق طلاقات نار تحذيرية، لكن السفينة التركية لم تستجب لدعوة تغير المسار. وأشار الموقع إلى استمرار العمليات الاستفزازية من قِبَل تركيا التي ترعاها دول أخرى، لكن بوتين أعطى تحذيرات صريحة، ودائمًا يعني ما يقول، كما أن الجيش الروسي على استعداد ولديه أوامر بتدمير أي تهديدات ضد القوات الجوية أو البرية أو البحرية. ويعتقد الموقع أن أردوغان لن يستفز روسيا دون التواطؤ مع واشنطن، فكل من الولاياتالمتحدةوتركيا تلعبان بالنار، ولكن بوتين هو صانع سلام، وفي نفس الوقت يلتزم بحماية وطنه وسكانه وقواته العسكرية. الخلافات السياسية الأخيرة عقب إسقاط تركيا لطائرة روسيا ستؤثر بشكل كبير على التعاون بين البلدين في المجالات كافة، وسينحصر حجم التبادل التجاري بين البلدين، بعدما وصل إلى أكثر من 33 مليار دولار. تأكيدًا لبداية الحرب الباردة الجديدة؛ حددت السفارة الروسية في تركيا ثلاثة شروط لعودة العلاقات بين موسكووأنقرة إلى سابق عهدها، وقال السفير الروسي في أنقرة أندري كارلوف: العلاقات لا يمكن أن ترجع إلى ما كانت عليه سوى بتنفيذ هذه الشروط من الجانب التركي، وأن العلاقات الروسية التركية لا يمكن أن تشهد صلحًا إلَّا في حال واحد، وهو تنفيذ تركيا للشروط الثلاثة وهي الاعتذار، محاسبة المسؤولين، والتعويضات، مشيرًا إلى أن كل الحلول المطروحة ولا تتضمن هذا الشروط الثلاثة غير مقبولة.