تواجه الجهود المبذولة لتحسين أوضاع التعليم والتدريب المهنى فى مصر مجموعة من المشكلات والتحديات، أبرزها النظرة المتدنية للخريجين وغياب رؤية وخطة قومية بمصر للاحتياجات التدريبية، ما أسهم فى خلق فجوة بين الطلب والعرض فى سوق العمل. وقال رضا رضوان، موجه بالتربية والتعليم: "تكمن المشكلة الرئيسية التى نواجهها مع التعليم الفنى بمصر فى النظرة المتدنية من قبل أفراد المجتمع المصرى لخريج المدارس الفنية بجميع تخصصاتها وأشكالها، الأمر الذى سبب حالة نفور تجاه المدارس الثانوية الصناعية أو التجارية أو الزراعية، إلا اضطرارا نظرا لعدم حصول الطالب أو الطالبة على المجموع الذى يؤهله للالتحاق بالمدارس الثانوية العامة". ومن جانبه، أوضح محمد زيد، موجه المجال التجارى بإدارة بسيون التعليمية، أن مشكلة التعليم الفنى تنقسم اثنين، الأولى مشكلة اجتماعية، وتتمثل فى النظرة المتدنية التى تلاحق خريجى المدارس الفنية, والثانية مشكلة فى مناهج الدراسة والهيكل التعليمي ومناخه ضمن منظومة التعليم بصفة عامة. وأضاف "زيد": "سبق لدولة الإمارات أن طبقت نظام كليات التقنية، الشبيه بكليات المجتمع، وحققت نجاحا مذهلا فيه، وأقبل عليه معظم مواطنو الدولة حتى تم تطويره، وتحولت الدراسة به إلى جامعية تمنح درجة البكالوريوس، وبالتالى عندما يشعر الطالب أنه سيلتحق بكلية وليس بمدرسة صناعية سيزيد الإقبال على هذه النوعية من الدراسة، خاصة إذا ما أتيحت للطالب أو الطالبة فرصة استكمال دراسته الجامعية دون تفرقة بينه وبين حاملى شهادة الثانوية العامة"، مؤكدا أن مهارة العامل المصرى لا تؤهله لسوق العمل، ومن ثم يحتاج إلى تدريب وتأهيل مهنى لرفع مستوى كفاءته. وفى نفس السياق، قال المحاسب أحمد صالح: "علينا إدراك أن مصر تعانى من نقص العمالة الماهرة، فمتوسط إنتاجية العامل فى مصر أقل من نظيره فى بلدان أخرى، والسبب عدم وجود نظام تعليمى يتيح التدريب الضرورى فى إطار برامج رفع المستوى القادر على تنمية مهارات العمالة"، مضيفا أن نسبة الإنفاق على قطاع التعليم ككل وإجمالى ما خصص للتعليم قبل الجامعى بجميع مراحله قليل جدا، وسجلت تكلفة الطالب المصرى الأدنى مقارناً بنظيره فى بعض الدول العربية أو الأجنبية، ما ترتب عليه تراجع ترتيب مصر فى تقارير التنمية البشرية الصادر عن منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة التابع لمنظمة الأممالمتحدة إلى المرتبة ال47 عالمياً، مؤكدا أننا نحتاج إلى تطوير التعليم الفنى فى مصر بجميع أنواعه ومستوياته. وشدد محمد الشامى، مدير التعليم الفنى بمديرية التربية والتعليم بالغربية على أهمية التعليم الفنى فى سوق العمل؛ من خلال استثمار العقول المفكرة وتنميتها مهاريا وقياديا، لافتا إلى أهمية دور المعلم فى اكتشاف الطلاب النابغين بالعديد من المجالات المهمة والتى بدورها تعود بالإيجاب على المجتمع عند الاهتمام بها. وأوضح "الشامى" أن مدرسة "فاكو" الثانوية الفنية للتعليم والتدريب المزدوج بمدينة سمنود، ينتج طلابها الملابس الجاهزة عن طرق التدريب والتعليم والتعامل معهم، وكيفية الاستفادة من التعليم والتدريب على التقنيات الحديثة بسوق العمل والمدرسة؛ من أجل توفير طبقة من العمالة الفنية المدربة تدريباً علمياً وعملياً على وسائل الإنتاج والتكنولوجيا الحديثة المتقدمة، بما يتماشى مع احتياجات المصنع ورفع كفاءة المنتج المصري فى مواجهة المنافسة العالمية، مطالبا رجال الأعمال بتشجيع التعليم الفنى، وضرورة العمل الجاد والتدريب المستمر للطلاب، ومراعاة احتياطات الأمن والسلامة المهنية لهم.