شهدت محافظة الغربية انطلاق حملات شبابية بعنوان «فيها حاجة حلوة»؛ لتنظيف الشوارع والميادين بالمدن من تلال القمامة، وصيانة مقاعد الطرق العمومية والفرعية، بعد أن فقدوا الأمل في المسؤولين. ففي مدينة المحلة تجمع الشباب والبنات وبحوزتهم معدات وأدوات النظافة، وتمكنوا من دهان أرصفة عدد من شوارع سكة زفتى والبحر، ونال ذلك استحسان الآلاف من أهالي المدينة، الذين حرصوا على المشاركة في تطوير مدينتهم وتجميلها. وفي قرية محلة مرحوم، التابعة لمركز طنطا، زرع الشباب النجيل الأخضر في الأحواض المعدة لذلك أمام مبني الوحدة المحلية، كما قامت مجموعة أخرى من الشباب بحملة لتنظيف شوارع حسن رضوان والحلو وشفيق ومحيطها بمدينة طنطا. ولم تقتصر الحملات على التجميل فحسب، بل شملت زيارات لعدد من المستشفيات وجمعيات رعاية الأيتام والجمعيات الخيرية وتقديم المساعدات لها. وشهدت مدينة كفر الزيات إعادة أهالي وشباب قرية مشلة هيكلة المنازل المنهارة بسب موجة الطقس السيئ والأمطار الغزيرة التي انهالت على القرية، وتدشين حملة نظافة مكبرة؛ لإزالة الأتربة من الطرق وزراعة ألف شجرة مثمرة بمدخل القرية، وعلى الطريق السريع القاهرةالإسكندرية. وأكد ياسر المسيري، منظم الحملة، أنهم بنوا 4 منازل بقرية مشلة وعشرة منازل بقرية إكوه الحصة، وأضاف أن أهالي القرية أبدوا استياءهم الشديد من رئيس الوحدة المحلية؛ لعدم تعاونه معهم، حيث لم يدفع بمعدات لوادر لتنظيف القرية، موضحًا أن من أهم أهداف الحملة دفع الشباب للعمل على تنظيف القرية وتلاحمهم في العمل الخدمي. وعن هذه الحملات يقول الدكتور عبد المنعم عبد الحي، أستاذ علم الاجتماع المتفرغ بكلية الآداب جامعة طنطا: تلال القمامة منتشرة في كل مكان، على الأرصفة والحدائق العامة وأمام المنازل والمحال التجارية، ولا يكلف المواطن نفسه برفعها ورميها بالأماكن المخصصة لها، خاصة أن المسؤولين عجزوا تمامًا عن مواجهة الأزمة، مما دفع عددًا كبيرًا من الشباب لتنظيم حملات تتبنى ثقافة النظافة، وإقامة حملات تطوعية لتنظيف الشوارع، وتمكنت من جمع الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لتعريف المواطن بضرورة النظافة في المنزل والشارع، فهو سلوك حضاري لا ينتقص من قيمة الإنسان، ونحتاج إلى معالجة القضية عن طريق بث التوعية في المدارس والجامعات، فضلًا عن التثقيف عبر وسائل الإعلام المختلفة. وأضاف عبد الحي: لا بد أن تخرج تلك الأفكار من مساحة ال "فيس بوك"، وأن تنتقل إلى المناطق المختلفة، وألَّا تقتصر الحملة على يوم واحد أو فعالية بسيطة، ينظف من خلالها مجموعة من الشباب شارعًا معينًا، فالموضوع أكبر من ذلك، ويحتاج إلى حملة متواصلة، ولا ننكر أن هذا الدور يقع على عاتق الحكومة، فلا بد أن توفر سيارات خاصة وعمالًا للتنظيف لمساعدة الشباب، مشيدًا بالشباب الذين بدءوا بحملات لتنظيف الشوارع، وآسفًا على أن نتيجة عملهم لا يتم الحفاظ عليها، حيث سرعان ما يمتلئ الشارع بالقمامة، ولا يوجد أي إحساس بالمسؤولية لدى بعض المواطنين الذين يصرون على إلقاء مخلفاتهم بالأماكن التي تم تنظيفها.