سويقة العزي أو شارع سوق السلاح هو اسم الشارع الذي يقع في منطقة الدرب الأحمر بجنوب القاهرة، فهناك بعض شوارع القاهرة تحمل أسماء قد تكون لها جذور تاريخية، أو وراءها قصة طريفة أو اسم شخص مشهور أثر في تاريخ مصر، وفي ظل عدم انتشار الوعي التاريخي وغياب الهوية المصرية التي يجهلها الكثير من المصريين. ويقول صلاح الناظر، الباحث الأثري الحر، إن تاريخ شارع سوق السلاح يعود إلى ما يزيد على 700 عام، وكان يطلق عليه في البداية "سويقة العزي" نسبة إلى الأمير عز الدين بهادر، أحد أمراء المماليك البحرية الذي يقال إنه كان يسكن فيه. وأضاف "الناظر" أنه بمرور الوقت بدأ الناس يطلقون على الشارع اسم "سوق السلاح"؛ نظرا لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على اختلاف أنواعها فيه، من رماح وسيوف ودروع، حيث كان الشارع يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر. وأوضح أنه مع تراجع الطلب على تلك النوعيات من الأسلحة، تحولت الورش الموجودة في الشارع إلى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق، وفي الخمسينيات من القرن الماضي اختفت هذه المهنة، ولكن ظل الشارع يحمل اسمه المعروف بسوق السلاح. ويوجد بشارع سوق السلاح عدد من الآثار التي يرجع تاريخها إلي الدولة المملوكية، حيث يلفت الانتباه عند دخولك الشارع، بوابة عند بدايته وتحمل اسم "منجك السلحدار"، التي أنشأها الأمير "سيف الدين منجك السلحدار" عام 1347، وكانت تعد في العصور الأولى للشارع المدخل الرئيسي له، وتحتوي البوابة التي ما زالت تحتفظ برونقها التاريخي على الرغم من سنوات عمرها المديد، على بعض الرسومات لسيوف ودروع توضح ما كان عليه الشارع قديما كموقع لإنتاج السلاح. كما يوجد بشارع سوق السلاح جامع "الجاي اليوسفي" الذي أنشأه الأمير "سيف الدين الجاي بن عبد الله اليوسفي" عام 1373 كمدرسة ومسجد، ويتميز المسجد بأبوابه العملاقة وساحته الداخلية الكبيرة، وأطلق عليه الناس اسم جامع "السايس" والسبب في ذلك يعود للسايس الذي كان يرعى فرس السلطان حسن، ويقال إنه دفن أسفل المسجد في مكان مجهول. وهناك عدد آخر من المساجد من بينها جامع "قطلبغا الذهبي" الذي أنشئ في منتصف العصر المملوكي كمسجد وكتاب لتحفيظ القرآن، وقام الخديوي عباس حلمي بترميمه، كما يوجد في نهاية الشارع مسجد "عارف باشا"، ويضم أيضا بين جوانبه حمام "بشتاك" الذي يعد من أشهر وأندر الحمامات في مصر وأنشأه الأمير "سيف الدين بشتاك الناصر" عام 742 هجرية، وظل الناس يستخدمونه لسنوات طويلة، إلا أنه لم يعد يستخدم الآن بعد أن تم غلقه. أما سبيل "رقية دودو" الذي أنشئ كصدقة جارية علي روح "رقية دودو بنت بدوية شاهين بنت الأمير رضوان بك" عام 1174، تقع الواجهة الرئيسية له على شارع سوق السلاح، وكان يجسد قمة التطور الفني لذلك العصر بما يضمه من مشغولات نحاسية وحوض سبيل، إلى جانب أنه كان مدرسة لتحفيظ القرآن والأحاديث النبوية.