في إطار الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على دولة الفلسطينية ومؤسساتها، اقتحمت قوات الاحتلال مؤخرا مقر إذاعة الحرية في مدينة الخليل واعتقلت عدد من طاقم الإذاعة وصادرت محتوياتها ومعداتها التقنية، مقررة إغلاقها بالكامل بحجة التحريض الذي تمارسه. تأتي مهاجمة الإذاعة عقب أيام من تعرض عدة مواقع فلسطينية لأعمال قرصنة في إشارة لمحاولات إسرائيلية لمنع وسائل الإعلام من نقل الحقيقية حيث تعرض موقع شبكة فلسطين، ومواقع إذاعة الرابعة وتلفزيون وطن وموقع شاشة إلى أعمال قرصنة متواصلة استمر عدة أيام قبل أن تستطيع هذه المواقع العودة للعمل من جديد. ورصد أكثر من 92 انتهاكًا إسرائيليًا بحق الصحفيين، تمثل بالاعتداء المباشر بغرض إيقاع أكبر ضرر بهم، كإطلاق الرصاص الحي والمعدني والضرب والاعتقال، إضافة لعشرات الانتهاكات جرّاء الاستهداف بالغاز والقنابل الصوتية، ومنع الطواقم من العمل، والاحتجاز والمنع من التغطية الإخبارية بحقهم وغيرها. وتوزعت الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحفيين ووسائل الإعلام ما بين 62 حالة اعتداء في الضفة، و30 حالة أخرى في قطاع غزة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال كل من مراسل إذاعة منبر الحرية محمد أبو صبيح، والصحفي ضياء حمودة، والصحفي نبيل سدر، والطالبة بكلية الإعلام بجامعة بيرزيت جورين سعيد قدح. من جهتها أدانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين بأشد العبارات إقدام قوات الاحتلال على اقتحام إذاعة منبر الحرية في مدينة الخليل وتحطيم أجهزتها ومحتوياتها ومصادرة أجهزة أخرى وتسليم قرار بإغلاق إذاعة حتى السادس عشر من إبريل المقبل، واعتبرت النقابة أن هذه الخطوة جريمة حرب احتلالية خطيرة، وأعربت عن وقوفها بكل قوة مع الزملاء في راديو منبر الحرية في خليل الرحمن ودعت كل صحفي فلسطين للتضامن مع زملائهم في إذاعة وإدانة هذه الجريمة التي تعبر عن عقلية همجية وإجرامية وإرهابية ضد كل وسائل الإعلام الفلسطينية وضد كل صحافي فلسطين، وخاصة في الخليل المستهدف الأول في هذه الحملة الإرهابية للاحتلال. ودعت النقابة في تصريح رسمي اتحاد الصحفيين العرب واتحاد صحافي أوروبا و الاتحاد الدولي للصحفيين بإدانة جريمة الحرب الإسرائيلية الجديدة ضد الإعلام الفلسطيني وأن يعلنوا موقفا واضحا ضد هذه الممارسات الإرهابية، وطالبت النقابة كل الصحفيين في كل محافظاتفلسطين بالمبادرة في تنظيم وقفات تضامنية مع إذاعة منبر الحرية وفتح موجات بث ضد جريمة إغلاقها. من جانبه أكد وكيل وزارة الإعلام الفلسطيني محمود خليفة في تصريحات صحفية، أن الإرهاب الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومؤسساته لن يتوقف، مشيرا إلى أن ما اقترفته قوات الاحتلال باقتحامها لإذاعة منبر الحرية في الخليل هي من الممارسات الإرهابية والهدف منها جعل الإعلام بعيدا عن قضايا شعبه، وأكد خليفة أن ما قام به جيش الاحتلال من ممارسات بحق الشعب الفلسطيني، يرتقي إلى جرائم حرب، مطالبا الأممالمتحدة وكافة المنظمات الدولية بضرورة اتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة لحماية المؤسسات الإعلامية من إرهاب الاحتلال.