كشفت الأمطار الغزيرة التى أغرقت شوارع محافظة الغربية عن فشل الأجهزة التنفيذية والمحلية وفساد مافيا الشركات المنفذة لتجديدات الكبارى والأنفاق، خاصة بمدينتى طنطا والمحلة، وتهالك البنية التحتية لباقى مدن المحافظة؛ مما دفع الأهالى للمطالبة بمحاسبة المسئولين السابقين والحاليين على ذلك الفساد فى تجديد الأنفاق وشارع البحر بمدينة طنطا العام الماضى، والتي تكلفت 30 مليون جنيه. ورصدت كاميرا "البديل" غرق نفق ستوتة بمياه الأمطار، رغم أن هذا النفق تم تجديده العام الماضى فى عهد محافظ الغربية السابق اللواء محمد نعيم، واستمر العمل فيه شهورًا عديدة، وقالوا وقتها إن هذا النفق مدعوم بشبكة صرف مياه الأمطار، إلا أن الواقع كشف عدم وجود تلك الشبكة. وتسببت الأمطار فى مصرع الطالب إياد أشرف العشرى (15 سنة) أثناء تواجده بشارع ثروت بطنطا صعقًا بكهرباء أحد أعمدة الإنارة، وتم نقل جثمان الطفل إلى مشرحة مستشفى المنشاوى العام، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرى النيابة التي قررت ندب طبيب شرعي لتشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة والتصريح بدفنها. وفى مركز بسيون سقطت أمطار شديدة مصحوبة ببرق ورعد، واختفى الأهالى من الشوارع، وأغلقت المحال التجارية، وبدت مدينة بسيون وكأنها مدينة للأشباح، كما انقطع التيار الكهربى فى عدد كبير من القرى. وشكا أهالى قرية كتامة التابعة لمركز بسيون من غرق شوارع القرية بمياه الأمطار وتراكم المياه أمام المنازل، والتى تحولت إلى برك ومستنقعات، واتهموا الوحدة المحلية بالفشل فى إنقاذهم من الغرق واختفائها من المشهد تمامًا. كانت الغربية قد شهدت سقوطًا غزيرًا للأمطار، تسبب فى حدوث برك من المياه وشلل مرورى بجميع طرق المحافظة وانقطاع الكهرباء ببعض المدن والقرى. من جانبه قرر سعيد مصطفى كامل، محافظ الغربية، صرف 10 آلاف جنيه لأسرة المتوفى إياد أشرف العشرى، وأشار المحافظ إلى أنه تابع بنفسه أعمال شفط وتصريف مياه الأمطار، خاصة فى المناطق التى بها أنفاق ومطالع ومنازل الكبارى والأحياء الشعبية، حيث تفقد منطقة الاستاد وميدان إسكندرية ومنطقة المحطة وكوبرى سعد زغلول ومنطقة كفرة الخادم وشوارع أخرى. كما قرر المحافظ اعتبار اليوم الخميس إجازة لجميع المدارس على مستوى المحافظة؛ وذلك لسوء الأحوال الجوية.