في إطار الجهود الدبلوماسية الروسية لحل الأزمة السورية، تنطلق جولة جديدة من محادثات الرباعية الدولية في العاصمة النمساوية فيينا، لكن هذه المرة تتسع طاولة الحوار لتشمل 13 لاعبا دوليا بدلًا من أربع كانوا قد عقدوا الاجتماع الأول الجمعة الماضية، الجولة التي من شأنها أن تخرج منها الأطراف الإقليمية على الأقل بأرضية مشتركة وأن تصل إلى حلول نهائية لنقاط الخلاف الجوهرية فيما بينها. الطاولة تتسع في الجولة الثانية بدأ وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوروسيا والسعودية وتركيا، "جون كيري" و"سيرجي لافروف" و"عادل الجبير" و"فريدون سينيرلي أوغلو" الخميس، في العاصمة النمساوية فيينا جولة ثانية من المحادثات حول الأزمة السورية، ومن المنتظر أن تتسع طاولة الحوار اليوم الجمعة لتشمل وزراء خارجية 13 دولة بينها روسياوالولاياتالمتحدةوإيران والسعودية وتركيا والإمارات وقطر والأردن وألمانيا وفرنسا ومصر وبريطانيا، إضافة إلى وزيرة الخارجية الأوروبية. أعلنت فرنسا التي غابت عن مباحثات الجولة الأولى، مشاركتها في المحادثات الدولية في فيينا، وأبدت تأييدها لمشاركة إيران في هذه المحادثات، وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية "ستيفان لوفول"، أن باريس ستكون ممثلة بوزير الخارجية "لوران فابيوس"، مضيفاً أن "فرنسا تؤيد دعوة ايران، وتعمل من أجل حضور كل الأطراف". الموقف المصري الذي اتسم باللين والتقارب مع روسياوسوريا خاصة في عهد الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، ظهر من خلال إعلان وزير الخارجية "سامح شكري" مشاركته في الاجتماع المرتقب، أما العراق الذي يتشارك مع سوريا الحدود ومواجهة داعش، سيحضر المحادثات الدولية عبر وكيل وزارة الخارجية لشئون العلاقات الثنائية "نزار الخير الله"، بدوره قرر لبنان تلبية دعوة روسيا للمشاركة في الاجتماع من خلال وزير الخارجية "جبران باسيل". من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند"، "إذا كانوا جاديين فسنعرف ذلك، وإذا لم يكونوا جاديين فسنعرف ذلك أيضًا ونتوقف عن تضييع الوقت معهم"، وأضاف أن المباحثات التي ستستغرق يومين تشكل اختبارا "لنوايا السوريين والروس"، واعتبر أن المحادثات فرصة "لتضييق الفجوة" بين إيرانوروسيا من جهة، والدول الأخرى حول دور الرئيس السوري "بشار الأسد". تراجع أمريكي وانضمام إيراني أعلنت إيران موافقتها للمشاركة في الاجتماعات الدولية حول سوريا، بعد تلقيها دعوة رسمية من الولاياتالمتحدة، وسيشارك فيها وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، ومساعديه "عباس عراقجي" و"مجيد تخت روانجي" و"حسين أمير عبد اللهيان"، حيث قالت "مرضية أفخم"، إنه بناء على الدعوة الموجهة لجمهورية إيران للمشاركة في اجتماع فيينا، سيشارك وزير الخارجية "محمد جواد ظريف" على رأس وفد سياسي رفيع المستوى في اجتماع الجمعة بفيينا لدراسة الأوضاع في سوريا، وأضافت أن وفود إيرانوروسيا والاتحاد الأوروبي ستتباحث على هامش اجتماع فيينا حول مختلف القضايا الإقليمية، وسائر القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن المحتمل أن يعقد اجتماع تنسيقي حول القضية النووية، وكيفية تنفيذ الاتفاق النووي بين الوفدين الإيراني والأمريكي على هامش اجتماع فيينا. قبل أيام قليلة أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة تأمل أن تتم دعوة إيران للمشاركة في سلسلة محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف حول الأزمة السورية، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "جون كيربي" إنه يتعين إشراك ايران في هذه المباحثات، مشيراً إلى أن الخارجية الأمريكية تدرك أن العملية معقدة وتتضمن بعض التنازلات من الجميع. دعوة الولاياتالمتحدةالأمريكيةإيران للانضمام إلى محادثات فيينا حول سوريا، وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" دفعت إلى تبادل العديد من التساؤلات حول التغير المفاجيء في موقف واشنطن حيال دخول إيران على خط الحل السياسي للأزمة السورية، بعد أن كانت رافضة بشكل قاطع مشاركة إيران في أي اجتماع يخص الأزمة السورية، حيث سبق وأكد وزير الخارجية الأمريكي "جون كير" في الاجتماع الرباعي الذي عقد في فيينا الأسبوع الفائت، أن "من غير الوارد في الأوضاع الراهنة ان تشارك إيران في هذا اللقاء الدبلوماسي". وفي هذا السياق، اعتبرت أوساط غربية أن المشاركة الإيرانية تمثل تحول مهم على صعيد المسعى الدولي والإقليمي لبحث الأزمة السورية، حيث قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن دعوة إيران لمحادثات سوريا والتي تمثل تغيرًا في سياسة أمريكا وحلفائها، يؤكد أن الأحداث والتطورات الميدانية في سوريا بدأت تتخذ منحى في صالح نظام "بشار الأسد". اجتماع باريس بالتزامن مع الحراك الدبلوماسي النشط في فيينا، انعقد في باريس اجتماع من المفترض أنه جرى لمناقشة الأزمة السورية لكنه في الحقيقة كان أقرب إلى عشاء عمل، حيث لم تتم دعوة إيرانوروسيا أهم لاعبين إقليميين في الشأن السوري، كما غاب عن الاجتماع وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" وأناب عنه نائبه. اعتبر البعض أن اجتماع باريس كان محاولة من أطراف غربية واقليمية لمنع أي تراجع لاجندة هذه الأطراف حول حل سياسي يتضمن رحيل الرئيس "الأسد" في مقابل السيناريو الذي بات له صوت أقوى دوليًا واقليميًا خاصة مع حضور إيران في محادثات فيينا، حيث أصبحت إيران ومصر وروسياولبنانوالعراق فريق واحد يضع مكافحة الإرهاب على رأس قائمة أي حلول سياسية لأزمات المنطقة وإعادة الاستقرار إليها، مقابل فرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية. الحراك الدبلوماسي في دمشق على الجانب الآخر؛ فإن الحراك الدبلوماسي في دمشق لم يهدأ، حيث استقبل الرئيس السوري وفداً برلمانياً فرنسياً برئاسة رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي "جان فريدريك بواسون"، وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع في سوريا في ظل الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، وما يشكله الإرهاب والتطرف من خطر يهدد دول المنطقة والعديد من دول العالم. وخلال اللقاء أشار الرئيس "الأسد" إلى أن الكثير من دول المنطقة والدول الغربية وبينها فرنسا لا تزال حتى الآن تدعم الإرهاب وتوفر الغطاء السياسي للتنظيمات الإرهابية في سوريا والمنطقة، مشيرًا إلى أهمية دور المؤسسات الفرنسية وفي مقدمتها البرلمان في تصحيح سياسات حكومة بلدهم الحالية. من جانبهم أكد أعضاء الوفد الفرنسي أهمية تضافر جهود جميع الدول في مكافحة الإرهاب معربين عن اعتقادهم بأهمية اعتماد سياسات جديدة إزاء الحرب في سوريا، وشددوا على أنهم ومن خلال موقعهم كنواب في البرلمان الفرنسي سيبذلون كل جهد ممكن من أجل إحداث تغيير في هذه السياسات يسهم في التخفيف من معاناة الشعب السوري.