تكريسا للّامركزية الثقافية وتحت شعار «أيام قرطاج المسرحية في كل معتمدية» اختتمت فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان قرطاج المسرحي إحدى، أكبر الفعاليات الثقافية في تونس، والتي تحظى بإشعاع محلي وإقليمي، لما توفره من فرصة التقاء بين المبدعين، خاصة من إفريقيا والعالم العربي، ولما تضخه من دماء ثقافية في عروق مريدي الثقافة بوجه عام، في العاصمة تونس. 67 عملًا تونسيًا، 29 عملًا عربيًا، و18 عملًا أوروبيًا، ومن بلدان أخرى شاركوا بالدورة، التي تعد استثنائية في عديد من النقاط، إذ تم تقديم عروض في كامل جهات البلد ولن تكون العاصمة والمدن الكبيرة محتكرة للمسرح، والتنسيق مع وزارة التعليم على توجيه عروض للتلاميذ واستقطابهم، في سياسة أطلق عليها مدير الدورة «السيد الأسعد الجموسي» اسم تشبيب الجمهور، وخلق جمهور مستقبلي للمسرح، إضافة إلى تنوير العقول الصغيرة وتحصينها بالثقافة أمام بعض الأفكار المتشددة. شهد الافتتاح عرض مسرحية «غيلان» تكريما لفقيد المسرح التونسي عز الدين قنون، ولمسة وفاء لروحه من خلال عرض مسرحيته الأخيرة، كما تم تكريم عدد من الوجوه الفنية التي رحلت عنا من بينهم منية الورتاني، وعبد المجيد بالاكحل، وعزوز الشناوي. احتضنت مؤسسات التعليم لأول مرة عروضا مسرحية داخلية بمبادرة من وزارات الثقافة والتربية والتعليم العالي، وتابع العروض نحو سبعين ألفا من التلاميذ والطلبة. وسجلت الدورة إقبالًا جماهيريًا لافتا، فقد تابعها نحو مئة ألف من الجمهور. ومن بين النقاط الجديدة في هذه الدورة سوق الإبداعات العربية والإفريقية التي التقى فيها مروّجون ومبدعون للنظر في إمكانية الترويج لهذه الأعمال عبر العالم، لتتحول مع الأيام إلى ملتقى سنوي للانتشار، بدلًا من الجوائز. كما تمت مناقشة وضعية الفنان الاقتصادية والاجتماعية، والتعريف بتجارب دول أخرى في هذا المجال استئناسًا بها. إدارة المهرجان وجهت طلبا للأمم المتحدة بحماية المبدعين والفنانين الذين يعيشون في مناطق النزاعات والحروب في العالم، تحت عنوان «إعلان قرطاج»، وبعد توقيع أكبر عدد ممكن من الشخصيات والمؤسسات التي تعنى بالثقافة وبحقوق الإنسان في العالم سيرفع إعلان إلى الحكومة التونسية، لتحيله إلى منظمة الأممالمتحدة، لاعتماده والسعي إلى تنفيذ التوصيات التي وردت به. من بين المسرحيات المشاركة في البرامج الرسمية لهذه التظاهرة نجد «سوس والعساس، وكعب الغزال، وبرج الوصيف، وتونس، وبلاتو، والماكينة، وسلوان، من تونس». كما نجد «بين بين، والتلفة، وضيف الغفلة، وواحد، زوج، ثلاثة، والحضارة يا أماه، من المغرب الذي يحتفل بمئوية المسرح، وراس فاضي، وفداء عطايا، وعقلان، من فلسطين، وزوايا: شهادات عن الثورة، من مصر. كذلك فوق الصفر، وما عم اتذكر، من سوريا، والرجل العصفور، من غينيا، وفوهة بركان من الحبال من بلجيكيا، وروميو وجوليات في بغداد، من العراق، وباركود، من الدنمارك».