"المصريون يموتون في كل مكان حتى في بلدهم".. انتشرت تلك المقولة مؤخرًا على صفحات التواصل الاجتماعي؛ لتلخص واقعًا يعيشة المصريون، فكل أزمة تمر بها مصر، سواء كانت صعبة أو بسيطة، لا بد أن يكون وراءها خسائر مادية، وآخر تلك الأزمات أمطار الإسكندرية، التي نتج عنها وفاة 5 مواطنين، فضلاً عن حوادث السير التي وقعت، مما استدعى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنقاذ الموقف. بلغت كميات الأمطار المتساقطة في الإسكندرية الأيام الماضية نحو 3.2 ملايين متر مكعب في الفترة من 9 صباحًا حتى 12 ظهرًا، وهو ما يمثل 6.5 أضعافالصرف العادي في 24 ساعة، وعليه تم الدفع ب 38 سيارة لسحب المياه، كما تم الاستعانة بجهود القوات المسلحة، والتي أمدت المحافظة ب 21 عربة إطفاء لشفط المياه، و12 ماكينة شفط، وقامت أيضًا بتوفير 15 أتوبيسًا وميني باص لنقل الأطفال من المدارس. ولقي 5 أشخاص مصرعهم؛ بسبب سوء الأحوال الجوية بالإسكندرية، وذلك في 3 حوادث منفصلة. وذكر بيان صادر عن مديرية الشئون الصحية بالإسكندرية، اليوم الأربعاء، أن سوء الأحوال الجوية تسبب في وفاة 5 أشخاص في ثلاث حوادث منفصلة. وكانت المناطق الأكثر تضررًا، والتي ما زالت في حاجة إلى جهود، هي نفق ميامي وشارع 45 وجزء من حي محرم بك، وتم تعزيز عدد السيارات لسحب المياه ب 24سيارة إضافية من القاهرة والجيزة، بواقع 3 سيارات لحي الجمرك و4 لحي شرق و4 لحي وسط و6 للمنتزه أول ومثلها للمنتزه ثاني، كما تقرر تشكيل لجنة لحصر التلفيات. وعلى الرغم من الاجتماع الرئاسي مع الوزارء لحل الأزمة بالإسكندرية، إلا أنها لا تزال قائمة في المحافظة مع سقوط الأمطار. حرارة الصيف أودت بحياة 110 مصريين وأكثر من 2000 إصابة ولم تكن الأمطار وحدها سبب موت المصريين، فخلال ذروة الصيف من نفس العام لم يرحم الطقس المصريين أيضًا من الموت، بعد أن ارتفعت المعدلات الطبيعية لدرجات الحرارة في شهر أغسطس الماضي، لتتعدى 48 حالة؛ ما تسبب في وفاة عدد من الحالات؛ ما دفع وزارة الصحة إلى دعوة المواطنين لعدم النزول إلا للضرورة فقط. ووفقًا لبعض الأرقام التي خرجت من مركز معلومات رئاسة الوزراء عن حصيلة وفيات المصريين بسبب حر أغسطس، كانت هناك 11 حالة وفاة في الأيام الأولى للموجة الحارة، فيما كانت الحصيلة النهائية وفق وزارة الصحة 110 متوفين، علاوة على إصابة أكثر من 2000شخص. ولم يتوقف الأمر عند هذا، بل زادت حدته بانقطاع التيار الكهربائي، والذي ساعد الحر في أخذ أرواح المصريين، كما تسبب ارتفاع الحرارة وانقطاع التيار في خسائر العديد من أنواع التجارة ونفوق الدواجن، والتي وصلت نسبة نفوقها في بعض المحافظات إلى 15%، والبعض الآخر 20%. وفي محافظة الشرقية نفق نحو 40% من الدجاج، فضلًا عن تقدير خبراء الاقتصاد خسائر مصر من موجة الحر بنحو 10 مليارات جنيه، علاوةً على الحرائق المستمرة، والتي أودت بحياة ومستقبل العديد من المصريين إثر الحر. الربيع وحساسيته أودى بحياة 9000 مواطن في ظل الأزمة الطبية ولم يمر فصل الربيع هكذا ، فتسببت حساسية الأنف في ظل الإهمال الطبي داخل مصر فى وفاة 90 مواطنًا، فضلًا عن إصابة 9825 خلال العام، وفقًا لمركز البحوث. وأوضح المركز في الإحصائية الخاصة به أنه عندما يعاني الشخص من الحساسية لمادة معينة ويستنشق هذه المادة، والتى منها حبوب اللقاح أو الأتربة المنتشرة فى الجو فى فصل الربيع، يقوم جهازه المناعى برد فعل لذلك، فيفرز الهيستامين، ويسبب التهابًا فى الأغشية المخاطية المبطنة للأنف؛ مما ينتج عن ذلك أعراض تشبه أعراض البرد فيما يعرف بالتهاب الأنف التحسسى. وأوضح المركز أن تلك الحساسية إن لم تعالج بصورة سريعة، فستتحول إلى سموم داخل الجسم، ومن الممكن أن تقتل الشخص. وعن ذلك تقول الدكتورة دعاء لطيف، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن موت المصريين في كل فصول السنة غير مرتبط على الإطلاق بالكوراث التي تحدث في الفصول، ولكن يرتبط بشكل وثيق بتعامل الأجهزة المصرية والحكومة مع تلك الكوارث، فكارثة الإسكندرية حطمت مفهوم الشتاء الجميل لدى المحافظة، وجعلت منه شتاء مرعبًا يقتل ذويهم، لافتة إلى أن ذلك يؤثر بشكل كبير على نفسية المواطن، فيشعر أنه مطارد بالموت في كل وقت؛ مما يجعل قدرتة الإبداعية تندعم تدريجيًّا. وأوضحت "لطيف" أن الدولة لا بد أن تعلم أن كل فصل من فصول السنة به سلبيات، ففصل الصيف حرارتة الزائدة أودت بحياة المواطنين، فكان لا بد أن يتم وضع احتياطات وإسعافات أولية للمواطنين في وسائل المواصلات العامة والأماكن المزدحمة، وهكذا في فصل الربيع، فلا بد من توافر المصل المضاد للحساسية بالصيدليات، مشيرة إلى أن تحرك الدولة بعد وقوع المصائب كارثة حقيقية. وشددت أستاذ الطب النفسي على ضرورة الاهتمام بنفسية المواطن المصري خلال فصول السنة؛ حتى لا تؤدي تغييرات الأوضاع إلى فقدان المصري لكل شيء.