زالت الحضارة المصرية القديمة مليئة بالألغاز والغموض، ورغم أن الباحثين حاولوا اكتشاف بعض الأسرار المرتبطة بالفراعنة القدامى، إلَّا أن هذه الحضارة العريقة ظل يحوطها الغموض الذي أعجز كبار العلماء والأثريين عن تفسيره أو فك لغزه. يقول أمير جمال، منسق سرقات لا تنقطع: عثر عالم الآثار "ادوارد ايرتون" عام 1908 على مدخل مقبرة أطلق عليها KV 56، وكان مدخل النفق عميق جدًّا في المقبرة، وعندما تم إزالة الرمال، وظهر الطريق أمامه كان النفق ممتدًا إلى عمق الجبل، فتوقع أن يؤدى إلى غرفة كبيرة، لخبرته السابقة في المقابر وادي الملوك، وفعلًا وجد غرفة، غير مزخرفة لأنها لم تكتمل، لكن كانت المفاجأة أمامه فقد وجد كنزًا يلمع تحت الأضواء التي يحملها وقف مذهولًا يستوعب الموقف، وأنها تحتوي على آثار ذهبية نادرة كائنات تحمل أسماء "رمسيس الثاني" "سيتي الثاني"، وكذلك الملكة "تاوسرت". وأضاف "جمال" تعجب "ايرتون" من دخول هؤلاء الملوك بتلك الكنوز بهذه المقبرة الصغيرة، فكل ملك من هؤلاء له مقبرة، خاصة به فلما جاءت بتلك الكنوز إلى هنا، فقد وجد زوجًا من القفازات الفضة الصغيرة وزوج من الأساور الفضية ومجموعة من الأقراط الذهبية علية اسم الملك سيتي الثاني وخاتم ذهبي صغير، وقرطين من الذهب يحملان خرطوش الفرعون سيتي الثاني، والأساور، وسلسلة من الحلي قلادة والتمائم، وزوج من الفضة "قفازات"، وصندل من الفضة صغير بالإضافة إلى ثلاث مزهريات وسفينة واحدة من خزف القيشاني، وخزف شعر مستعار والجزء الأكبر من المجوهرات. وتابع: كل ما تبقى من التابوت فسد بسبب الماء الذي دخل المقبرة جراء الأمطار فوجد قفازات الفضة تحتوي على ثمانية خواتم، قد غطت على الأرجح على يد مومياء، والشيء الغريب أن حجم القفازات والصندل كانت صغيرة مما يؤكد أنها تنتمي لطفل صغير، وليس لشخص كبير فكان مصدر الحيرة لما جاءت كنوز تحمل أسماء أربع ملوك إلى تلك المقبرة و"رمسيس الثالث"، "رمسيس الثاني"، "سيتي الثاني"، والملكة "تاوسرت". يعتقد ماسبيرو أن جميع المواد الموجودة في KV 56أخذت من KV 14، قبر تاوسرت، لكن عالم الآثار "ألدريد"، كان له رأى أخر فقال إن KV 56لم يكن مخبأ فلما، توضع كنوزًا بهذا الشكل في مقبرة، فمن المؤكد أن هناك دافعًا، فتوصل إلى استنتاج أن القبر كان يخص طفل من نسل سيتي الثاني والملكة تاوسرت. واستند في نظريته إلى النقوش التي وجدها في القبر، فمعروف أن الملكة "تاوسرت" تزوجت من ثلاث ملوك فهي ابنة الملك "مرنبتاح"، وكانت زوجة الملك "آمن مس"، لكنه توفى أو عزل عن الحكم، وبعد فترة قصيرة تزوجت الملكة "تاوسرت" من الملك سيتي الثاني، ثم بعد وفاته تزوجت من أخ أكبر كان يعاني مرض قصر القدم، "سابتاح" وكانت بيدها السلطة والقوة وقد توفي "سابتاح" بعد أن حكم أكثر من ستة أعوام، ونظرًا لنفوذها الكبير حكمت مصر لمدة سنة واحدة فقط، ويعتقد أن محتويات هذا القبر تخص ابن لها توفى في حياتها، وتعد تلك الكنوز من أهم الكنوز؛ لأنها تنتمي إلى ملوك الأسرة 19، فمعروف أن كنوز هذه الأسرة الذهبية نادرة وغير موجود منها الكثير، مما تعتبر من أكثر الكنوز التي لها أهمية خاصة.