يحتفل العالم هذه الأيام بأسبوع مكافحة الفقر، بعدما قرر أحد الأشخاص أن ينظر بعين الرحمة إلى فقراء العالم الحديث الذين لم يجدوا مأوى ولا عملا أو حتى لقمة العيش، فأطلق مؤسس منظمة ATDالعالم الرابع سنة 1987، جوزيف فريزنسكي، مبادرة وتضامن معه أشخاص ينتمون لطبقات مختلفة، حيث اجتمعوا في ساحة تروكاديرو في باريس، وافتتح "جوزيف" لوحة خصصت لتكريم ضحايا الفقر المدقع "النصب التذكاري لضحايا الفقر". وكان نص رسالة النصب التذكارى :«اجتمع في سنة 1987 مدافعو حقوق الإنسان ومواطنون أتوا من بلدان مختلفة حول العالم، وقاموا بتكريم ضحايا الجوع والتهميش والعنف، كما أكدوا أيضا قناعتهم أن العيش في الفقر والبؤس لا يعتبر شيئا حتميا، وأكدوا كذك تضامنهم مع الأشخاص الذين يعملون على مكافحة الفقر في العالم». وفى عام 1992، اعترفت الأممالمتحدة رسميا بهذا اليوم، وفى عام 1993 بدأ الاحتفال السنوى به، حيث حددت الجمعية العامة بموجب قرارها 47/196، أن يكون هذا اليوم تحتفل بها الأممالمتحدة، بهدف تعزيز الوعي بشأن الحاجة إلى مكافحة الفقر والفقر المدقع في كافة البلدان، وتظل مكافحة الفقر إحدى أساسيات أهداف الأممالمتحدة الإنمائية. وتزداد المعاناة فى مصر، فأصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء السبت الماضي، بياناً بمناسبة اليوم العالمى لمحاربة الفقر، يوضح زيادة نسبة الفقراء، خاصة بين طبقة الشباب. ويكشف البيان أن نسبة الفقراء وفقاً لأقاليم الجمهورية تبلغ 49.4% من سكان ريف الوجه القبلي عام 2012/2013 ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغير الغذاء مقابل 43.7% عام 2008/2009، و15.7% من سكان المحافظات الحضرية عام 2012/2013 فقراء مقابل 6.9% فى عام 2008/2009. ويوضح البيان أن 27.7 % من الشباب المصريين في الفئة العمرية "18 – 29 سنة" يعانون من الفقر، ويقترب من خط الفقر 24.1%، ويمثل غير الفقراء 48.2% للفئة العمرية نفسها، و28.8 % نسبة الفقر بين الأطفال خلال عام 2012/ 2013، وتعد هذه النسبة من أعلى نسب الفقر بين السكان عموماً، وتزايدت نسب الفقر للاطفال بشكل مستمر منذ عام 1999/2000 حتى عام 2012/2013، حيث ارتفعت نسبة الأطفال الفقراء بنحو 3 نقاط مئوية خلال الفترة ما بين "1999/ 2000 و"2008/2009″. كما تم رصد نسب مرتفعة للفقر أيضاً في المناطق الحضرية بالوجه القبلى بنسبة 29.2 % والمناطق الحدودية بنسبة 26.5 %، و11.4 % من الأطفال في المناطق الحضرية بمحافظات الوجه البحري يعانى من الفقر، 17.4% في المناطق الريفية بمحافظات الوجه البحري ، 17.9% في المناطق الحضرية. وعن تزايد نسبة الفقر في مصر، يقول الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، إن نسبة السكان المصريين تحت خط الفقر تجاوزت ال50%، ما يشكل كارثة حقيقية، مؤكدا أن حل المشاكل الاقتصادية يقضى بالتوازى على كثير من المشاكل السياسية. ومن الناحية السياسية، أوضح الدكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن زيادة معدلات الفقر في مصر ترجع إلى تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي معًا، مضيفا أن أزمة الحكومة المصرية تكمن فى طرح العديد من خطط التطوير، دون تنفيذ، كما أن الدعم لا يصل إلى مستحقيه.