ورغم مضاعفة قيمة الجوائز هذا العام إلى 24 ألف جنيه لجائزة أفضل فيلم، و16 ألف جنيه لجائزة لجنة التحكيم، و8 آلاف جنيه لجائزة العمل الأول في الفئات الأربعة للمسابقة التسجيلي الطويل والقصير والروائي القصير وأفلام الرسوم المتحركة. كشفت الأعمال المشاركة عن تدهور مستوى الأفلام التسجيلية، ما دعى لجنة التحكيم التي رأسها المخرج الكبير أحمد فؤاد درويش، إلى التشديد على تفادي التطويل غير المبرر في الأفلام التسجيلية الطويلة. كما كشفت قلة أعمال الرسوم المتحركة المتنافسة، ضعف الإقبال على إنتاجها وضحالة الأفكار وغياب الخيال والإبداع الضروري وفقًا لطبيعتها، رغم وجود العديد من الأقسام المتخصصة وشركات إنتاج أفلام الرسوم المتحركة. شارك في المسابقة 14 فيلمًا تسجيليًّا- أكثر من 15 دقيقة، و11 فيلمًا تسجيليًّا أقل من 15 دقيقة، و12 فيلم تحريك، ورغم مشاركة 41 فيلمًا روائيًّا قصيرًا، إلَّا أن المشاهد لا يجد فيها فيلمًا لافتًا يحمل رؤية ناضجة ويؤشر عن مشروع مخرج مبدع كما اعتدنا أن نشاهد في المهرجان خلال السنوات الماضية. أثر غياب مشاريع طلبة المعهد على مستوى المنافسة، فلم يشارك في المسابقة بفئاتها الأربعة، التسجيلي الطويل والقصير والروائي القصير والتحريك، سوى فيلم واحد روائي قصير للمخرج الكردي السوري هوزان عبدو، الذي فاز بجائزة شادي عبد السلام للعمل الأول. صدمة تراجع المستوى، تدفعنا للتساؤل: هل أثرت المسابقات الجديدة للأفلام القصيرة والتسجيلية التي أضيفت لمهرجاناتنا الدولية، ومنها القاهرة السينمائي، الذي أطلق الدورة الماضية برنامج "سينما الغد"، لمشاريع طلبة السينما والشباب على فرص المشاركة في المهرجان القومي انتظارًا للمهرجان الدولي؟ يبدو أننا نحتاج إلى المزيد من التنسيق بين مهرجاناتنا، خاصة مع الفرص المحدودة أصلًا لهذه النوعية من الأفلام. في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة شارك 14 فيلمًا، في حين يرصد كتالوج المهرجان أكثر من 50 فيلمًا من إنتاج 2014، التي يحق لها المشاركة في المهرجان، من بين ال14 فيلمًا: 3 أفلام للسبكي وثلاثة لشركة الأخوة المتحدين، وغاب الجمهور عن العروض بشكل عام هذا العام مع غياب نجوم الأفلام عن حضور عروضها وحتى عن حفلي الافتتاح والختام عدا المكرمين والفائزين بالجوائز. فيما أثارت الجوائز التساؤلات بسبب تجاهل فيلم مثل "ديكور"، الذي لم يفز بأي جوائز واحتكار "لامؤاخذه" لغالبيتها، وهو ما ينطبق على عمل بحجم "بتوقيت القاهرة"، الذي فاز بعدة جوائز دولية. ذات التساؤلات لاحقت خروج فيلم المخرج أمير رمسيس "عن يهود مصر نهاية رحلة" دون جوائز في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، رغم تميز مستواه الفني وشجاعة قضيته مقارنة بمنافسيه. تراجع مستوى وعدد المشاركات، دفع رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، الأديب يوسف القعيد، للتذكير بمشروع لتطوير المهرجان عام 2010، عبر لجنة شكلها وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسني، تجمدت بعد ثورة 25 يناير. وطالب بإحياء اللجنة وإصباغ الصفة العربية على المهرجان، لكنه هنا يخلط بين مفهوم المهرجان المحلي الذي يدعم صناعة السينما المصرية وبين دور مصر القومي عربيًّا، الذي يمكن ن يلعبه مهرجان آخر مختص بالسينما العربية. إعادة النظر في المهرجان الذي يبلغ عامه العشرين الدورة المقبلة صار ضرورة ليصبح ملتقي للسينما المصرية وصناعها، بما يتطلب مشاركة السينمائيين الذين يغيبون عن فعالياته في غالب الأحيان وعودة الندوات مع صناع الأفلام التي كانت تجتذب الجمهور، وكذلك اعتباره مناسبة لمناقشة دورية لأحوال السينما المصرية، وليس فقط رصد إنتاجها خلال عام.