- فنانون.. مالكوا العقار أتلفوا لوحات تشكيلية وأعمال نحتية..و يرهبون الفنانين بكلاب متوحشة - رفيق خليل.. المسيري أخطر النمنم أن المبنى المعتدى عليه لا يتبع الأتيليه خلافًا للحقيقة فوجئ أعضاء أتيليه الإسكندرية، الأحد الماضي، باقتحام" مرسم العمري" وهو أحد المباني الملحقة به من قبل أشخاص يدعون ملكيتهم له، قاموا خلاله بتخريب عدد من اللوحات التي يضمها المبنى والمخصص كمعرض للفن التشكيلي، ما أثار غضب المعنيين بالثقافة والفن بمختلف القطاعات. وعلى الرغم من أن المبنى مسجل بوزارة الآثار، وكذلك الحديقة والمبنى الملحق، إلا أن عدد من الأشخاص استغلوا العطلة الإسبوعية للأتيليه وهشموا الباب الخلفي والنوافذ، وتسببوا في بعض التلفيات لأعمال الفنانين، مدعين أن المبنى مملوكًا لهم وقد آن الوقت لاسترداده لهدمه وبناء عقار على أرضه، بما ينذر بكارثة جديدة تتعرض لها المبانٍ الأثرية لهدم التراث السكندري. الفنان ألفونس لويس، عضو بأتيليه الإسكندرية، توجه مباشرة إلى الأتيليه عقب علمه بخبر الاقتحام، وأبلغ وزارة الآثار على الفور بالوضع القائم، باعتبار المبنى بالكامل مدرج ضمن المبان التابعة لها، فتقوم بالإشراف المباشر عليها وعلى الحديقة التي تحتوي بداخلها إحدى الأشجار المعمرة والتي تحظر وضع مسمار فيها- على حد قوله. وأضاف ان حارس الأتيليه فوجئ بالأمس الإثنين بوجود 8 أفراد مستقرين بالمبنى الملحق، ومعهم كلاب ضخمة البنية لتهديد كل من تسول له نفسه الاقتراب من المبنى، مدعين ملكيتهم له بحجة أنه مجاورة للأتيليه وليس تابعًا له، على الرغم من أنهما يجمعهما سور واحد وتسدد عنهما" جماعة الفنانين والكتاب" قيمة الإيجار بشكل منتظم للمالك وفقًا للمذكور في العقد المبرم بينهما. وأشار لويس إلى أن هؤلاء الأشخاص ادعوا أيضًا ملكيتهم للحديقة المواجهة للمبنى، وأحدثوا على أثر ذلك تلفيات بأعمال فنية ونحتية، فألقوا باللوحات أرضًا فتهشمت، وحطموا فرن خزف إنجليزي، وكذلك الأبواب والأقفال التي تعلوها والنوافذ، واختفت صواريخ التقطيع. ويقول محسن عبد الفتاح، فنان تشكيلي وعضو بالأتيليه، ان هؤلاء الأشخاص تعدوا على الباب الخلفي للحديقة والمطل على شارع الفراعنة وكذلك باب العقار المجاور للأتيليه، مشيرًا إلى أن من بين اللوحات التي أتلفت تلك الخاص بالفنان هاني السيد، النحات وعضو مجلس إدارة الأتيليه، وفرن خزف للفنان أحمد حافظ. تطلع عبد الفتاح إلى مستند أبرزه له أحد المدعين بملكية العقار، فيقول:" أبرز لي مستند قال انه استخرجه من حي وسط بصفة ودية وليس رسمية بما يثير الشكوك حول المستخرج الذي لا يعتد به القانون". ويقول حمدان القاضي، عضو بالأتيليه، انه أجرى اتصالاً بسعاد حلمي، رئيس حي وسط، والتي أكدت أن هؤلاء الأشخاص استغلوا الوقت الحرج الذي تمر به البلاد، نظرًا إلى أننا مقبلين على الانتخابات البرلمانية، وعليهم الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة والتوجه إلى الحي غدًا ومعهم كافة الأوراق التي تثبت تبعية المبنى للأتيليه. وقال الدكتور محمد رفيق خليل، مدير الأتيليه، ان حلمي النمنم، وزير الثقافة، يباشر الأمر معه، وباتصاله به أثناء إدلائه بتصريحاته ل" البديل" وعده بالضغط من أجل وقف تلك التعديات، وأن الأمر اختلط عليه في بادئ الأمر حينما أخطره هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، بأن الخلاف قائم على ملكية مبنى مجاور للأتيليه وليس تابعًا له. ويضيف خليل ل" البديل" ان مأمور قسم باب شرقي رفض تحرير محضر بالواقعة بعد توجه رئيس مجلس الإدارة، باعتباره غير ذي صفة، فتوجه على الفور ثلاثة من أعضاء مجلس إدارة الأتيليه إلى القسم، إلا أنهم انتظروا لمدة 3 ساعات كاملة حتى تم تحرير المحضر، ثم أمرت النيابة بإثبات الحالة ولكن المأمور رفض مجددًا خروج أي ضابط لمعاينة التلفيات مساءًا. وبعد انتظار دام لساعات توجهت قوة من قسم باب شرقي لمعاينة التلفيات وتم حصرها بالفعل. وأوضح خليل ان مالك العقار يحتفظ بحجرة أعلى مرسم العمري ولكنها بمدخل منفصل تمامًا عن بوابة الأتيليه، وكان في الأصل مملوكًا لمليونير إيطالي، قام ببيعه إلى تاجر أخشاب يهودي الديانة، يدعى" يوسف كرم" ثم باعه للبنك الإيطالي، ولكنه تم حله عام 1957، وبيع عام 1968 مجددًا إلى تاجر ألعاب أطفال وكانت قيمة الإيجار حينها 60 جنيهًا، منذ وقتها لم يتخلفوا عن سداده، حتى بعد أن رفع قانون الإيجارات القيمة إلى 6 أضعافها للعقارات الأثرية. وأشار إلى أن مالك العقار قام ببناء العقارين المجاورين للأتيليه، ثم أدرجها بعد ذلك عبد الحليم نور الدين، أمين عام الهيئة العامة للآثار، ضمن وزارة الآثار. وأضاف خليل أن الأتيليه تعرض منذ 6 أشهر لواقعة مشابهة، فقد حرر مالكوا العقار محضر كيدي وتم حفظه، معتبرًا أن ما يحدث الآن ما هو إلا استمرارًا لسلسلة هدم التراث التي تعان منها الإسكندرية في الفترة الأخيرة. أجرى خليل العديد من الاتصالات ب هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، ولكن هاتفه ظل طوال اليوم خارج نطاق الخدمة، ولم يتسنى له التواصل معه من أجل إنقاذ التراث السكندرية المتمثل في الأتيليه، ما اضطر المثقفين والفنانين إلى عمل وقفة والاحتشاد بالمقر احتجاجًا على الهدم، خاصة بعد تأخر معاينة الشرطة.