تزامنًا مع انطلاق تظاهرة لآلاف الناشطين الأكراد من كل أنحاء تركيا في منطقة قريبة من محطة القطارات الرئيسية في أنقرة، بدعوة من مختلف النقابات ومنظمات غير حكومية وأحزاب اليسار للتجمع، تنديدًا باستئناف النزاع بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، اهتزت الأرض تحت أقدام المعارضين لحكومة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، بتفجيرين إرهابيين، وسرعان ما تحولت المنطقة إلى "منطقة منكوبة"، بركة من الدماء، عشرات الجثث ممددة على الأرض، يافطات متناثرة هنا وهناك كتب عليها شعارات "عمل وسلام وديمقراطية". "العمال الكردستاني" على قائمة المتهمين سريعًا حمل النظام التركي حزب العمال الكردستاني مسئولية الأحداث، فعلى الرغم من إصدار الحزب أوامر لمقاتليه بوقف الهجمات في تركيا، إلا أن الجيش التركي شن ضربات جوية على أهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق وجنوب شرق تركيا، وذكر الجيش في بيان أن الغارات الجوية دمرت مخابيء ومواقع مدفعية تابعة للحزب في منطقتي زاب ومتينة في شمال العراق، بينما قتل 14 من مسلحي الحزب في غارات في منطقة ليزي بجنوب شرق تركيا. على قائمة المتهمين وضع رئيس الحكومة التركية "أحمد داود أوغلو"، مقاتلي "داعش" و"حزب العمال الكردستاني" و"حزب التحرر الشعبي الثوري"، ضمن المشتبه بهم، وتابع "هناك أدلة قوية على أن هذا الهجوم نفذه انتحاريان". هل تتأثر الانتخابات البرلمانية؟ قال مسئول في الحكومة التركية إن الانتخابات البرلمانية ستجري في موعدها في الأول من نوفمبر، مؤكدًا "تأجيل الانتخابات بسبب الهجوم ليس مطروحًا على الإطلاق، ستجري الانتخابات في الأول من نوفمبر كما هو مقرر"، وأوضح أنه "بسبب تزايد المخاطر سيتم تشديد إجراءات الأمن حول التجمعات الانتخابية أكثر، ستجري الانتخابات في أمان". "أردوغان" يدق على وتر الأمن القومي يذهب البعض إلى احتمال أن يكون النظام التركي متورط في هذا التفجير الإرهابي، حيث أنه يدبر ويرسم الخطط وعلى التنظيمات الإرهابية التنفيذ بدقة، لضرب أمن واستقرار تركيا الداخلي، وهو ما سوف يستند عليه "أردوغان" وحزبه الحاكم في الانتخابات المقبلة، حيث يذهب "أردوغان" إلى الدق على وتر "حفظ الأمن القومي" و"الاضرابات الأمنية التي تشهدها البلاد" و"الاستقرار الذي سوف تتمتع به تركيا في ظل إحكام قبضته على تركيا"، ومداعبة مشاعر الشعب التركي من خلال إيهامه بأن تركيا ستشهد أيام سوداء مفعمة بالإرهاب إذا ما تم انتخابه، وذلك لكسب الأصوات في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل. أيًا كان المُدبر والمُخطط والمُنفذ، فإن النتيجة في النهاية واحدة، وهي سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين الأبرياء، لكن مما لا شك فيه أن "اردوغان" ورط تركيا بشكر كبير عندما تواطأ مع التكفيريين وفي مقدمتهم "داعش" و"جبهة النصرة". الشارع التركي يشتعل هاجمت أحزاب تركية معارضة، الرئيس "رجب طيب أردوغان" وحكومته، بسبب تفجيرات أنقرة، التي استهدفت متظاهرين أكراد، حيث خرج المئات من أنصار حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في مظاهرة للتنديد بالتفجير، مرددين شعارات مناهضة للحكومة، وتجمع المتظاهرون في شارع الاستقلال الشهير وسط إسطنبول، قرب ساحة تقسيم، متهمين الحكومة بالمسئولية عن التفجير، وصاح بعض المحتجين، "استقيل يا أردوغان"، و"حزب العدالة والتنمية قاتل"، متهمين الرئيس "أردوغان" وحزب العدالة والتنمية الحاكم بالمسئولية عن العنف، وقال حزب الشعوب الديمقراطي إن الهجوم كان يستهدف أعضاء الحزب. وفي "ديار بكر" تظاهر الآلاف من المعارضين، محملين الحكومة التركية مسئولية الإعتداء المزدوج، وهاجم المتظاهرون الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، وحزب العدالة والتنمية الحاكم، واندلعت حوادث بين المتظاهرين والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع. ردود أفعال عربية ودولية توالت ردود الأفعال العربية والدولية المنددة بالتفجيرين، وجاءت في المقدمة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أكدت وزارة خارجيتها أن "موقف الإمارات الراسخ الذي ينبذ الإرهاب بكل صوره وأشكاله مهما كانت دوافعه ومبرراته والجهة التي تقف وراءه"، كما عبرت مصر عن وقوفها بجانب الشعب التركي، ومواساتها لأسر الضحايا، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية "إدانة مصر لكافة أشكال الإرهاب وصوره، حيث إن الإرهاب ظاهرة عالمية ولا توجد دولة بالعالم بمنأى عن هذا الخطر، مما يتطلب تكاتف المجتمع الدولي لمواجهة التنظيمات الإرهابية كافة". جاء الموقف السعودي متضامن مع "الشقيقة التركية"، حيث عبر مصدر مسئول بوزارة خارجيتها عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين ل"التفجير الإرهابي الجبان، الذي شهدته تركيا الشقيقة في العاصمة أنقرة"، وأكد المصدر "تضامن السعودية ووقوفها إلى جانب جمهورية تركيا الشقيقة في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأيّا كان مصدره". دوليًا؛ اتصل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بنظيره التركي "أردوغان"، وعبر له عن تضامن الولاياتالمتحدة مع تركيا في مواجهة الإرهاب، فيما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني" تركيا إلى "البقاء موحدة"، وقالت "موغيريني"، "على الشعب التركي وكل القوى السياسية البقاء موحدة لمواجهة الإرهابيين وجميع الذين يحاولون تقويض استقرار البلاد التي تواجه عددًا كبيرًا من التهديدات". ندد الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" أيضًا بما وصفه ب"الهجوم الإرهابي الشنيع"، فيما قدم الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" تعازيه للرئيس التركي، بدورها اعتبرت المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" الهجوم ضد "الحقوق المدنية والديمقراطية والسلام".