«عبد الماجد» هاجم الإخوان فكافأته الدولة بإخراج أصدقائه من السجون عكف عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الهارب في قطر، مؤخرًا على الهجوم بشراسة على جماعة الإخوان وتحميلهم مسئولية ما وصل إليه الحال الآن، الأمر الذي أثار العديد من علامات الاستفهام حول توقيت الهجوم، لكن سرعان ما تكشفت الحقائق أمس، بوجود صفقة بين النظام والجماعة تتضمن الإفراج عن 17 قياديا من التيار الإسلامى. قال "عبد الماجد" في هجومه على الإخوان، إن جماعة الإخوان رسبت في الامتحان بوقوعها في أخطاء قاتلة، ولا تشفع لها أي شىء إيجابي آخر فعلته، حيث شاهدوا مئات الدلائل التي تؤكد الإطاحة بهم وبنظامهم، ووقفوا صامتين، وعاشوا واقعاً افتراضياً جميلا، وصدروا هذه الصورة لمناصريهم من جماعات وأحزاب وأفراد. وأضاف "عبد الماجد" أن أنصار الجماعة من أفراد عاديين لم يكونوا عميانا، بل كانت الدلائل أمامهم واضحة بالتأكيد، فلم تكن أمام نظرهم بنفس الوضوح والقوة والتكرار الذي شاهدته أعين قيادات الإخوان، لكنها لم تكن غائبة عنهم بالكلية، متابعا: "بعض أنصار الإخوان كان لا يتصور أن يدفع ثمن القراءة الصحيحة، فاختار هو الآخر الهروب إلى تخيل الواقع كما يتمناه، ومنهم من لم تكن لديه القدرة أن يقاوم بمفرده الكارثة المتوقعة ويأس من استجابة الإخوان لتحذيراته، فصمت مضطرًا رغم أنه أيقن أن السفينة تغرق وأنه سيغرق معها، أمثال الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل". وأوضح عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية أن القراءة الصحيحة كانت تقول بوضوح إن الجيش والشرطة والقضاء ورجال الأعمال والكنيسة يتجهون للانقضاض على التيار الإسلامي، ما يستدعي اتخاذ كل التدابير اللازمة وضرب مراكز الثورة المضادة وهي لا تزال بؤرا صغيرة في طور التشكل ومنعها من النمو والاتساع – بحسب تعبيره، مضيفا: "من جملة ما كان يجب اتخاذه من تدابير، إنشاء حرس ثوري كما فعلت كل الثورات الناجحة، ما يعني حدوث صدام مع هذه المؤسسات المتآمرة عندما تواجهها بالجماهير أو بالحرس الثوري". وتابع أن البعض تخوف من تكلفة الأمر، فآثر العمل على محاور أخرى، مثل محاولة حل المشاكل الاقتصادية وتوفير السولار والغاز ونحوها، حتى جاءت لحظة الصدام المحتومة، لكنه صدام بين من يمتلك كل أسباب القوة ومن قرر ألا يمتلك منها شيئا، موضحا أن أحد أهم أخطاء التيار الإسلامي القاتلة، غلو البعض في مشايخهم وقاداتهم وأمرائهم، حتى جعلوا كلامهم أصولا يتحاكمون إليها ويحكمونها ويصدرون عنها ويرجعون إليها، بل ويوالون عليها ويعادون بسببها. وتسببت تدوينات "عبد الماجد" في إثارة غضب شريحة كبيرة من أتباع حازم صلاح أبو إسماعيل، حول أنه لم يكن لديه القدرة أن يقاوم بمفرده الكارثة المتوقعة ويأس من استجابة الإخوان لتحذيراته فصمت مضطرًا رغم أنه أيقن أن السفينة تغرق وأنه سيغرق معها، الأمر الذي استدعاه إلى كتابة توضيح قائلًا: "الشيخ حازم نصح وحذر كثيرًا، وفي النهاية وعندما لم يجد آذانا صاغية ووجد أن المؤامرة التي حذر منها دخلت في طور التنفيذ ولم يعد في الإمكان إيقافها، اعتزل ورفض أن يشارك في اعتصام رابعة". وعن صفقة عاصم عبد الماجد مع النظام، قال وليد البرش، المنشق عن الجماعة الإسلامية، إن الجماعة لا تجيد سوى عقد الصفقات فى المكاتب الأمنية، وإنهم تقدموا بعدة طلبات للأمن الوطنى لتسوية صفقة بمقتضاها يتم خروج الجماعة الإسلامية من تحالف دعم المعزول مقابل تسوية أوضاع قادتها المحبوسين على ذمة قضايا عنف والهاربين. وأَضاف "البرش": "الآن على الجميع أن يعى لماذا تناول عاصم عبد الماجد حبوب الشجاعة وهاجم الإخوان، كخطوة أولى من الجماعة تبعها إقرارات توبة وقعها القادة فى السجون الأيام الماضية، فدعونا ننتظر ستشهد الأيام المقبلة تنازلات ومفاجآت". كان قد صدر بالأمس قرار بإخلاء سبيل الداعية الإسلامي الشيخ فوزي السعيد، ومجدي حسين، رئيس حزب العمل، ونصر عبد السلام، رئيس حزب البناء والتنمية، ومجدي قرقر، القيادي بحزب العمل، ومحمد أبو سمرة، القيادي بحركة الجهاد، وأحمد عبدالعزيز، المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا ب"تحالف دعم الشرعية"، كما تضمن إخلاء السبيل المتهمين على ذمة قضية "الجبهة السلفية" وهم الشيخ محمود شعبان، وأشرف عبدالمنعم، وهشام مشالي، وخالد غريب، وأحمد مولانا، ومحمد حسان، وأحمد صفوت، وسعد حجاج، ومحمد رمضان، ومحمد محسن، والشيخ ولاء عبد الفتاح. وشعر عاصم عبد الماجد بالحرج من توقيت إخلاء سبيل أعضاء الجماعة الإسلامية وربطه بهجومه على الإخوان، فخرج اليوم مرة أخرى محاولا نفي وجود أي صفقة مع النظام.