انطلاقًا من دخول الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ، بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارتها إلى إيران تطبيقًا لما جاء في الاتفاق النووي الموقع بين إيران والمجموعة السداسية شهر يوليو الماضي، الزيارة بعثت أجواء إيجابية خاصة بعد تبادل التطمينات بين إيران ورئيس الوكالة "يوكيو أمانو"، إلا أن إيران والسداسية يترقبان إصدار الوكاله تقريرها المقرر بعد الثاني من أكتوبر، والذي سيرفع الحجب عن تطبيق اتفاق فيينا. قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأحد الماضي، إن أمينها العام "يوكيو آمانو"، زار الموقع العسكري الإيراني في "بارتشين" الذي كان لا يسمح لممثلي الوكالة من قبل بزيارته، وجاء في بيان الوكالة أن زيارة آمانو ل"بارتشين" رفقة رئيس هيئة ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تيرو فاريورانتا"، جاءت في إطار "خطوة لتنفيذ جزء من خارطة الطريق"، وأضاف "أمانو" أن العينات أخذت قبل زيارته موقع "بارتشين" العسكري وأن "الجانب الإيراني لعب دوراً في عملية أخذ العينات". تركزت الاجتماعات مع المسئولين الإيرانيين على "توضيح جميع المسائل العالقة الماضية والحاضرة بشأن برنامج إيران النووي"، وتتعلق تلك المسائل بمكونات عسكرية محتملة في الماضي لبرنامج إيران النووي، التي تسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى توضيحها وفق "خارطة الطريق" التي وقعت في ال14 من يوليو الماضي في سياق الاتفاق بين إيران والمجموعة السداسية، كما تطرقت محادثات آمانو مع المسؤولين الإيرانيين إلى سير تنفيذ الاتفاق النووي. بعد محادثات "أمانو" مع وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" ومدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية "علي اكبر صالحي"، ألتقى "أمانو" الرئيس الإيراني "حسن روحاني" بحضور نائب وزير الخارجية "عباس عراقجي"، والمندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية "رضا نجفي"، الذي اعتبر أن "تنفيذ ايران البروتوكول الاضافي في شكل طوعي خطوة مهمة علي صعيد تعزيز الثقة مع الوكالة الدولية"، ودعا "روحاني" الوكالة إلى العمل علي تعزيز الثقة، وقال "لا نتوقع منها أكثر من تطبيق قواعد عملها المعتادة"، وطالب "روحاني" الوكالة بدعم البرامج النووية للدول الأعضاء فيها وتزويد هذه الدول "التقنية اللازمة لاستخدامها للأغراض السلمية". في إطار القلق الإيراني من انحياز الوكالة للغرب ومخاوف إيران من تسريب معلومات عن برنامجها النووي، طمأن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "يوكيا أمانو" المسئولين الإيرانيين إلى حياد الوكالة وسرية عملها في إنجاز المطلوب منها في إطار تنفيذ الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وبدد "أمانو" قلق البرلمانيين الإيرانيين في شأن سرية عمل الوكالة، وأكد أن "الوكالة تملك نظاماً خاصاً للحفاظ علي سرية المعلومات"، وقال "نحن ملتزمون بشدة بهذا النظام"، مشيراً إلي عزم الوكالة استغلال المناخ الذي أوجده الاتفاق مع الدول الغربية من أجل إنهاء الملف الإيراني بما يعزز ثقة المجتمع الدولي بسلمية أهداف البرنامج الإيراني، وأعرب عن ثقته بأن يتم الانتهاء من تنفيذ "خريطة الطريق" المتفق عليها بحلول نهاية هذا العام، لافتاً الي أهمية تنفيذ الجانب الايراني البروتوكول الاضافي للتفتيش والذي يعتبر خطوة مهمة تساعد علي اثبات سلمية البرنامج النووي.