قال موقع دايلي نيشن إن الصين البالغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، تعتبر ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، جعلها قوة كبيرة داخل الأممالمتحدة ليست معتمدة على حضارتها القديمة وانجازاتها الحديثة، لكن الصين تواجه اتهامات متزايدة بأن نهضتها الحديثة كان سببها وقود إفريقيا الذي نهبته، أما علماء الصين فيقولون إن كل ما فعلته بكين هي أنها تعرفت على القارة وكسبت عقول المفكرين الأفارقة ومسكت بتلابيب السلطة في الحكومات والتجمعات الإقليمية. من المؤكد أن الصين تسير في المسار الفلسفي المألوف منذ أكثر من أربعة عقود، والمؤرخ والفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو، قال حولت مفهوم السلطة إلى معرفة صناعة النمو، كما قال في كتابه "السلطة والمعرفة" ليس هناك علاقة بين القوة دون الدستور المتلازم في حقل المعرفة، وهذا المفهوم هو الآن يقود التطور الرأسمالي على الصعيد العالمي وشرح العلاقات داخل المجتمعات والحضارات. ويعتبر نهج السلطة في المعرفة الجديدة للصين لشؤون القارة الإفريقية هو جزء من استراتيجية افريقيا الخارجة به هيكليا، وترتكز هذه الاستراتيجية على منتدى تعاون الصين-افريقيا الذي كشف النقاب عنه في بكين عام 1999، وتتخذ الصين استراتيجية المعرفة في علاقتها بالصين، وأنشأت عدة منتديات لربط العلاقة كمؤتمر طوكيو الدولي الياباني للتنمية في أفريقيا، ومنتدى يجتمع مرة كل ثلاث سنوات لمناقشة السبل والوسائل لسياسة التنسيق وتعزيز الصين وافريقيا في التعاون في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهناك جناح المعرفة في المنتدى بين الصين وأفريقيا، الذي اختتم اجتماعه الرابع في جنوب أفريقيا (09-10 سبتمبر). ومما لا يثير الدهشة، أن بكين أوفدت ما لا يقل عن 65 من كبار المفكرين في السياسة والدبلوماسيين والخبراء الأكاديميين في الشؤون الأفريقية كمندوبين للاجتماع الرابع لمؤسسات الفكر والرأي، ووجه الاجتماع أيضا ما يقرب من 40 من العلماء والخبراء حول العلاقات الصينية الأفريقية من الجامعات ومراكز البحوث في جميع أنحاء أفريقيا وغيرها الكثير من المؤسسات الحكومية والأكاديمية في جنوب أفريقيا. أصبحت الرهانات أعلى: في أعقاب زيارة الرئيس جاكوب زوما للصين من 2-04 سبتمبر، 2015، والذي تمت ترقيته إلى اجتماع لكامل قمة منتدى رؤساء الدول، فعقائديا على الصعيد العالمي تسعى الصين ، "للصعود السلمي" باستخدام القوة الناعمة ، في ظل هذا النظام العالمي متعدد الأقطاب، وتتجلى فكرة السلام التنموي في زيادة مشاركة الصين في عمليات حفظ السلام وتسوية النزاعات والتدخلات الإنسانية في أفريقيا. الركن الثاني في الاستراتيجية الصينية هو التعاون الإنمائي، الأمر الذي يمهد الطريق لمناقشة جدول أعمال التنمية في أفريقيا هو "جدول أعمال التنمية بعد عام 2015 " وهي عملية تشاورية تقودها الاممالمتحدة تسعى من خلالها لتحديد جدول أعمال التنمية العالمية في المستقبل وإطار لتحل محل الأهداف الإنمائية للألفية التي تنتهي هذا العام، بل قام الاستراتيجيين الصينيين في أفريقيا بعرض تقديم دعم بكين حتى 2063 في جدول أعمال الاتحاد الافريقي " باعتبارها السبيل الأكثر فاعلية لتعزيز التنمية المستدامة والمشتركة. الركيزة الثالثة هي التجارة والاستثمار، والذي بلغ حجم التجارة بين الصين وأفريقيا 222 مليون دولار في العام الماضي، وخلال زيارته لأفريقيا عام 2014، تعهد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى مضاعفة حجم التجارة الثنائية مع أفريقيا إلى 400 مليار بحلول عام 2020 ، وبكين تدعم التصنيع وبناء البنية التحتية في أفريقيا، بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية والخطوط الجوية الحديثة . الجانب الرابع هو الدبلوماسية بين الشعبين، والتي تدل على التفاعل المتزايد بين الجهات الفاعلة غير الحكومية الصينية والافريقية، في قلب هذه الدبلوماسية التي محورها الإنسان وهو مفهوم العلاقات بين الصين وأفريقيا بأنها "حوار الحضارات"، واليوم، أنشأت الصين ما لا يقل عن 30 معاهد كونفوشيوسية في جميع أنحاء أفريقيا.