كانت الضوابط والشروط الجديدة التي حددتها ظاهريا وزارة السياحة بالنسبة للحج البري بمثابة رسالة لطمأنة الحجاج المسافرين عن طريق الأتوبيسات السياحية، فالضوابط تضمنت إلزام شركات السياحة والنقل السياحي والأتوبيسات باشتراطات محددة يجب توافرها فى السائق حتى لا تتحول رحلات الحج إلى مخاطر، بالإضافة إلى الاتفاق مع وزارة النقل بوضع ضوابط على ميناء الغردقة بعدم التكدس والعمل على الراحة التامة للحجاج. لكن بالأمس، بدأت الأمور تسير عكس ذلك، فقد افترش العشرات من الحجاج والركاب المغادرين إلى الأراضي المقدسة، عبر ميناء الغردقة البحري، شواطئ مدينة الغردقة؛ انتظاراً لدخول الميناء، فيما حذرت موانئ البحر الأحمر التوكيلات الملاحية من تكدس الركاب أمام مينائي سفاجا والغردقة، مشيرة إلى أن الحجز العشوائي للعبارات وحضور الركاب قبل المغادرة بساعات هو المتسبب في التكدس أمام الموانئ. وقال عدد من المسافرين إنهم وصلوا إلى الغردقة فجر الخميس، ورفضت الشركات إنزالهم من الأوتوبيسات أمام الميناء، تركوهم أمام عدد من المباني تحت الإنشاء بالقرب من شاطئ الأحياء شمال الغردقة، وفرشوا أمتعتهم وناموا داخل المباني تحت الإنشاء بجوار الشاطئ، وأكدوا أن شركات الحجز سبب الأزمة، وأن المعاملة في الموانئ السعودية أفضل بكثير من نظيرتها المصرية. كما شهد ميناء سفاجا أيضا تكدس مئات الركاب، ما أدى إلى غلق الطريق أمام الميناء وحدوث مشادات بين التوكيلات الملاحية والركاب الذين افترشوا الأرصفة في مشهد لا يليق بعملية التطوير التي تشهدها الموانئ، واتهمت الهيئة مسئولي مدينة سفاجا بعدم التعاون مع الهيئة ونقل العمال إلى قرية الحجاج لحين اقتراب موعد إبحار العبارات. انتقدت الدكتورة سلوى المهدي، خبير النقل الدولي، ما يحدث في ميناء الغردقة بشأن نقل الأتوبيسات المسافرة إلى السعودية برًا، مستنكرة إجراء أعمال تطوير ورفع كفاءة الميناء وقت موسم الحج، فكان من المفترض أن تتم في وقت لاحق أو سابق. وأضافت "المهدي" أن هناك ضوابط خاصة بالسيارات في الحج لابد من اتباع تعليماتها والإشراف على ذلك من قبل المرور، أهمها ألا يقل موديل الأتوبيس أو المركبة عن عام 1998 وأن تكون السيارة مرخصة سياحيا ويكون الترخيص ساريا، والتأكد من سلامة الموتور والتكييف وطفايات الحريق وحقيبة الإسعافات الأولية والعدة وصلاحية الإطارات والإطار الاحتياطي ومساحات الزجاج والإشارات وغيرها من المواصفات الفنية، وترك 5 مقاعد خالية بالنسبة للأتوبيس الكبير وثلاثة مقاعد في "الميني باص"، ويجب أيضا توفير جراكن المياه الخاصة بالشرب وتقديم وجبة جافة فى الطريق، وضرورة وجود شهادة فحص فني للسيارة من محطة الفحص الفني الإلكتروني وعدم وضع أنابيب البوتاجاز داخل الأتوبيس. وأوضحت خبير النقل الدولي، أن ما حدث بالأمس، يؤكد أن السيارات الخاصة بشركات السياحة حملت عددا أكبر مما ينبغى مما أحدث ارتباكا في الميناء ولدي الحجاج، وحتى لا يتكرر ذلك لابد من الإشراف على الحج بشكل أفضل من ذلك. على الجانب الآخر، قال عبد الرحيم مصطفى، المتحدث الإعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر: "خلال العام الجارى، لم نسمح للشركات السياحية المالكة للسيارات بإيجار سيارات إلا للشركات السياحية فقط والمنفذة لرحلات الحج البري، علي أن يكون التعاقد مباشرة بين الطرفين لتحديد المسئولية وعدم تكرار ما حدث بالأمس مع الحجاج". وتابع "مصطفي": "قمنا بعمل محاضر تنسيق تعاون بين إدارة الميناء ومجلس المدينة والتوكيلات الملاحية والسياحية ومرور سفاجا وشرطة السياحة والجهات العاملة بالميناء لتسهيل وسرعة إنهاء إجراءات سفر الحجاج وتنظيم دخولهم للميناء، وما حدث بالأمس لن يتكرر".