يتواصل مسلسل الفشل الإدارى بدمياط فى السيطرة على ملف النظافة، خاصة فى القرى التى تتراكم فيها أكوام القمامة فى كل مكان ولا تستثني قرية واحدة، فكل القرى فى المحافظة تعانى من مشكلة القمامة وتراكم أكوامها فى الشارع والطرق وعلى شواطئ الترع، دون أدنى مجهود من الوحدات المحلية التى تتحجج دائمًا بضعف الإمكانيات، ذلك العذر الذى صار أقبح من الذنب ولم يعد مقبولاً. ففى قرية الغوابين التابعة لمركز فارسكور تجمهر الأهالى فى مدخل القرية مهددين بقطع الطريق؛ بسبب ترك القمامة لعدة أيام دون رفع، حتى تخرج منها روائح كريهه ويتجمع عليها الآلاف من الذباب والحشرات التى تجلب الأمراض للمواطنين، بخلاف القوارض والفئران، وبحسب الأهالى فإن أحد موظفى الوحدة المحلية بالقرية قام بتهديد المواطنين بعمل بلاغات ومحاضر فى الشرطة ضدهم إن هم واصلوا الاحتجاج على سوء مستوى النظافة بالقرية. يقول "مصطفى ع. م.": "تعبنا من كتر الشكاوى والمطالبة بالاهتمام بالنظافة فى القرية؛ لأننا ملتزمون بدفع رسوم نظافة شهرية ولا نتأخر؛ لأنه معلوم أن من يتأخر يتم تحريك دعوى قضائية ضده، وربما يفاجأ الواحد فينا بأنه مطلوب أو صادر ضده حكم غيابى علشان رسوم النظافة، فالناس بتضطر تدفع، لكن ندفع وما فيش نظافة؟! الناس زهقت واتجمعنا فى مدخل القرية علشان تبقى وقفة احتجاجية ضد الزبالة اللى ما حدش بيشيلها وبتفضل أيام كتير لغاية ما تعفن فى مكانها، لكن العجيب إننا فوجئنا بموظف من الوحدة المحلية جاى يهدد الناس إنه هيعمل ضدهم محاضر وبلاغات، وده بدل ما يهدى الناس ويشوف شغله، ويجيب عمال ويشيل الزبالة اللى إحنا بندفع علشانها رسوم كل شهر، بدل كدا جاى يهدد الناس بالمحاضر والبلاغات، يعنى نعيش وسط الزبالة وأولادنا جالها المرض وكلنا مش الأطفال بس، والفئران هتطفشنا من البلد، وكمان ندفع الرسوم وإحنا ساكتين، وما لكش حق حتى تطالب بالاهتمام بالنظافة، والحقيقة إحنا مش عارفين الموظف ممكن يعمل فينا بلاغات ويتهمنا بإيه، هى المطالبة بالحقوق فى البلد بقت تهمة ممكن نتحبس علشانها؟! الموظف اللى هدد الناس ده لازم يتحاكم؛ لأنه تطاول على الناس اللى بتدفع له مرتبه من قوت عيالها كل يوم علشان يشوف شغله مش علشان يهدد الناس بالباطل". وقال "خالد و. ن." (طالب): "منظر الزبالة فى البلد بقى حاجة صعبة بصراحة وموظفين الوحدة المحلية محلك سر، ما حدش بيحاول يتحرك، وكل ما حد يروح يشتكى الردود معروفة مسبقًا: ما فيش عمال وما فيش عربيات أو جرارات، طيب وإحنا مالنا؟ ما يتصرفوا ويشتروا عربيات ولا جرارات ويجيبوا عمال، الناس بتدفع الرسوم اللى بيقولوا عليها يبقى ليه القرى ما تتعاملش كويس فى النظافة؟ ولا إحنا هنقعد ندفع نظافة وهما ينظفوا فى مدينة دمياط بس؟ وكل يوم نسمع دمياط نظيفة بأهلها، طيب ما ييجوا يشوفوا النظافة اللى إحنا عايشين فيها، المحافظ كل يوم يشدد على مسئولى الوحدات المحلية ورؤساء مجالس المدن على النظافة، طيب ليه ما حدش بييجى يشوف القرى البعيدة عن مدينة دمياط؟ عشرات القرى بتعانى من تراكم أكوام القمامة بصورة سيئة جدًّا وموظفين المحليات مش بيعملوا أى حاجه غير إنهم يروحوا يوقعوا ويشوفوا هيفطروا إيه ومع مين ويخرجوا يجيبوا حاجة البيت ويشربوا الشاى، وبعدين يستعدوا للزيارة المفاجئة للمحافظ اللى هم عارفين بيها من قبلها بيوم، بس برضه هى مفاجئة وخلاص، وإحنا مش هنسكت، الشباب فى القرية مصمم ما عادش يسيب حقه، ولو ما اهتموش بالنظافة فى القرية هنقطع الطريق وهنعمل وقفات احتجاجية كل يوم، وده من حقنا"، على حد قوله. يذكر أن محافظ دمياط يولى أهمية خاصة لملف النظافة، وأحال رئيس قرية السوالم للتحقيق؛ بسبب سوء حالة النظافة فى القرية وتقصير الوحده المحلية فى هذا الملف.