في إطار سعي الأممالمتحدة إلى إقناع الفصائل المتحاربة بليبيا منذ شهور بتشكيل حكومة وحدة وطنية، ووضع نهاية للقتال في أرجاء البلاد المستمر منذ أربع سنوات، تنعقد جولة جديدة في مدينة "الصخيرات" المغربية، وعلى الرغم من الأجواء المتفائلة التي تسود المشاورات إلا أنه يوجد بعض التعقيدات التي قد تعرقل الاتفاق النهائي. أجواء تفاؤلية عبر المبعوث الأممي إلى ليبيا "برناردينو ليون"، عن تفاؤله حيال اتفاق البرلمانين الليبيين على تشكيل حكومة وحدة بحلول منتصف سبتمبر، وأضاف "مازلت على قناعتي بأننا في العاشر من سبتمبر أو نحو ذلك سيكون بمقدورنا التوصل إلى اتفاق نهائي"، وتابع "هناك مسائل مهمة عالقة عند كل طرف، لكنني أعتقد أننا لم نكن على مقربة من الاتفاق مثلما نحن الآن، وسيكون أمرًا مأساويًا ألا نتمكن من التوصل لاتفاق في وقت تتقارب فيه مواقف الطرفين بشدة"، وأكد ردًا على سؤال حول ما إذا كان من الضروري إجراء تدخل دولي في ليبيا ضد تنظيم "داعش"، أن "الأولوية هي التوصل لاتفاق سياسي، سلاح ليبيا الرئيسي ضد تنظيم داعش هو الوحدة". جولة جديدة ناقصة في الوقت الذي تسود فيه أجواء متفائلة بقرب التوصل إلى اتفاق نهائي، انطلقت جولة جديدة من الحوار الليبي في "الصخيرات" المغربية، دون حضور المؤتمر الوطني العام، حيث أعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا إنطلاق جولة جديدة للحوار السياسي الليبي بدون مشاركة وفد المؤتمر الوطني العام الحاكم بطرابلس. انشقاقات واستقالات يواجه برلمان طرابلس والحكومة المعترف بها انشقاقات عديدة وضغوط كبيرة من أطراف متشددة لدي كل منهما، تحول دون الاتفاق على موقف موحد، حيث تقدم أحد أعضاء وفد الحوار في المؤتمر الوطني العام "محمد معزب" باستقالته من الوفد الأربعاء الماضي، وسبقه في ذلك "رئيس الوفد "صالح المخزوم"، وهو ما منع وفد المؤتمر الوطني العام من الاشتراك في الجولة التي عقدت الخميس الماضي، وذكرت بعثة الأممالمتحدة أن مناقشات هذه الجولة "ستتركز حول تسريع عملية الحوار بهدف إنجاز الاتفاق السياسي الليبي، بما في ذلك التوصل إلى اتفاق حول حكومة الوفاق الوطني"، ونوهت إلى أن المؤتمر الوطني الليبي العام قد "أبلغ البعثة أن فريقه لن يحضر جلسة المباحثات هذه المنعقدة في الصخيرات، موضحًا أنه بحاجة لإعادة ترتيب الفريق المفاوض التابع له بعد استقالة عضوين من أعضائه"، ولكنه "أكد للبعثة أنه لا يزال ملتزمًا بعملية الحوار وأنه سوف يشارك في الجلسة القادمة، وستستمر البعثة باتصالاتها مع المؤتمر الوطني العام لضمان مشاركته الفعالة في العملية السياسية". عراقيل الاتفاق دخل الحوار الليبي في المرحلة النهائية، حيث قطعت المباحثات التي انعقدت طوال السبعة أشهر الماضية برعاية أممية شوطًا كبيرًا على صعيد تقليص الخلافات بين الأطراف المتنازعة، إلا أن هناك أمران يؤثران على الحوار الليبي، الأول يتعلق بالخلاف الذي حدث بالبرلمان حول الأسماء التي ستُقترح لشغل مناصب بحكومة الوحدة الوطنية المتوقع تشكيلها، في حين أن الأمر الثاني يتعلق باستقالة أعضاء من فريق الحوار عن المؤتمر الوطني الليبي العام. تحذيرات أممية الجولة الجديد تهدف إلى إقناع الفصائل المتنازعة بالموافقة على الاتفاق، إلا أن رفض البرلمان المتمركز في طرابلس التوقيع على الاتفاق حتى الآن هو ما يجعل الأمور تتعقد، ويدعو اقتراح الأممالمتحدة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لمدة عام تمارس السلطة التنفيذية في البلاد. من جانبه حث المبعوث الأممي "برناردينو ليون"، الجانبين على عدم إضاعة الفرصة الفريدة والتاريخية ليصبحا صانعي سلام، منوها إلى أن "الوقت قصير، والأمر متروك للقادة الليبيين للقيام بجهد أخير من أجل السلام"، واعتبر أن التحفظات التي أبداها المؤتمر الوطني العام خلال توقيع الاتفاق في 11 يوليو الماضي من قبل البرلمان المعترف به دوليًا، يمكن الاتفاق عليها ب"مواصلة المحادثات"، وقال "ليون" محذرًا "الرسالة واضحة إلى المسئولين الليبيين، لا بديل عن العمل الموحد والجماعي إذا ما أراد الليبيون تجنب تكرار التمدد الكارثي لتنظيم داعش في سوريا والعراق". ليبيا على حافة الانهيار كان المبعوث الأممي "برناردينو ليون" قد حذر خلال جلسة في مجلس الأمن من أن الوضع في ليبيا بات على حافة الانهيار، حيث قال إن عدد النازحين يزداد بسبب غياب الخدمات الطبية والأدوية، فضلا عن انقطاعات طويلة للكهرباء في مناطق كثيرة، وأضاف أن عدد النازحين داخل البلاد يقدر بمئات الآلاف، مشيرًا الى أنهم على استعداد لمغادرة البلاد في أي لحظة متوجهين الى أوروبا عبر البحر، معرضين بذلك حياتهم للخطر، ودعا المسئول الأممي أطراف الصراع في ليبيا الى حماية المدنيين وإطلاق سراح المخطوفين، معتبرًا أن المصالح الضيقة عرقلت الحوار في ليبيا. من جهته شدد مندوب ليبيا في الأممالمتحدة "إبراهيم الدباشي"، على ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني قادرة على انجاز مهامها، معتبرًا أن ما تم تحقيقه في الحوار السياسي حتى الآن يعتبر انجازًا هامًا، ودعا "الدباشي" مجلس الأمن الى مساعدة الحكومة الليبية في بسط سيطرتها على البلاد.