آثار قرار حاكم دبي ونائب رئيس الوزراء "محمد بن راشد" بمنح الهند أرضًا في الإمارات لبناء معبد هندوسي جدلًا واسعًا لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي، فبين فريق متشدد رافض للقارار، وآخر مؤيد يرى أنه يمثل دليلا دامغا على سماحة الإسلام، اشتعلت المواقع خاصة مع تغريدة لرئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، الذي شكر دولة الإمارات على كرم الضيافة أثناء زيارته الأخيرة للبلاد، كما أثنى كثيرًا على قرار "بن راشد" بإعطاء بلده الحق في بناء معبد هندي. وإثر الإعلان عن هذا القرار ضجت مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت بتعليقات متباينة للإماراتيين وغيرهم من العرب والمسلمين، فمنهم من أثنى على خطوة الإمارات، إلا أن البعض الآخر كان متطرف الرأي معربا عن استيائه للقرار واعتباره مخالفة لتعاليم الإسلام. يفوق عدد المقيمين العاملين في الإمارات من الهنود المليونين ونصف بينهم هندوس وسيخ ومسلمون ومسيحيون إضافة إلى ملل عقائدية أخرى، ويمارس بعض هؤلاء طقوسهم الدينية في معبدين هندوسيين بدبي، أنشئ أحدهما أواسط القرن الماضي. عاصفة الغضب التي صدرت عن المتشددين الرافضين للقرار على «تويتر» استندوا في انتقادهم إلى أن الحرية تقف عند حدود نص الشرع ولا تتجاوزه، وعليه فهم يرفضون أي سلوك يتصادم مع النص الديني حسب زعمهم، وعقب تغريدة رئيس الوزراء الهندي، بدأ سيل من التغريدات الغاضبة على هاشتاج بعنوان «بناء معبد هندوسي في أبو ظبي»، والذي حقق مراكز متقدمة في كافة دول الخليج لساعات طويلة خاصة بالسعودية، فمن جانبه استنكر الداعية السعودي المعروف، الشيخ «عادل الكلباني»، الخطوة الإماراتية، وقال في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»: «هذا منكر من الفعل وزور .. بناء معبد هندوسي في أبوظبي». بدوره انتقد الشيخ «سعود الشريم» الأمر، وقال في تغريدة على حسابه: «لو بُنيَ مسجد ليُعبدَ فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لعد ذلك من أعظم الموبقات، فكيف لو بني معبد يعبد أتباعه البقر؟.. وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا». وبالرغم من سيل التغريدات الرافضة لقرار الإمارات، لم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من الآراء الداعمة له والتي تؤكد على ضرورة احترام باقي الديانات في البلاد ومعتنقيها، وإن كانت "غير سماوية"، وأهمية توفير كافة ما يحتاجونه من حماية وحرية لممارسة طقوسهم الدينية. وانطلق أصحاب هذا الرأي من أن الحرية قاعدة لا استثناء فيها لدين أو فكر، معتبرين أن مساجد المسلمين بنيت في الغرب في مثل هذا المناخ الحر، ورحب مغرد بالخطوة، ورأى أن التسامح والتعايش مع الجميع هو الأفضل، وأن تعريف الآخرين بالإسلام يكون عن طريق الأخلاق والمحبة وليس بمجرد التنظير. الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، دافع عن قرار الإمارات مؤكدا على قيم التسامح في البلاد، وقال موجها كلامه لمنتقدي القرار: "بعد بناء المعبد للهنود احسبوا كم مسلم سيتحول إلى هندوسي في الإمارات وكم هندوسي سيتحول إلى مسلم…!!! ستجدون أن الهندوسي يسلم لقناعته وأن المسلم لا يتحول إلى هندوسي لقناعته !!!"، وأضاف قائلا: "البعض يتحدث وكأن الإمارات هي التي جعلت الهندوس يعبدون ما لا نعبد !!الإمارات دولة تحترم الناس جميعا." قال الدكتور «عبدالخالق عبدالله»، مستشار ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد»، إنه لا حرج من بناء معبد هندوسي في الإمارات وهو ما انتقده دعاة واعتبروا أن الخطوة «منكر وزور»، وعبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، دافع «عبدالله» عن قرار بلاده تخصيص قطعة أرض لبناء معبد هندوسي في أبوظبي، قائلا إن «حضارة الأندلس وقرطبة قامت على التسامح الديني، والإمارات تبني حضارة قائمة على الانفتاح والتسامح الديني، فلا حرج من بناء معبد هندوسي في أبوظبي».