«الفخراني» يعود إلى القومي في ليلة من ألف ليلة

بعد سلسلة طويلة من الجدل والمواعيد المؤجلة، أعلن البيت الفني للمسرح، الموعد النهائي لافتتاح المسرح القومي الخميس القادم، مع افتتاح عرض "ليلة من ألف ليلة" للمخرج محسن حلمي بحضور الدكتور عبد الواحد النبوي- وزير الثقافة، وبعض الوزراء.
وهو العرض التي يعود به الفنان يحي الفخراني إلى خشبة المسرح القومي، بعد غياب 13 عاما منذ عرضه الذي حقق نجاحا كبيرًا "الملك لير" للمخرج الراحل أحمد عبد الحليم .
وكان موعد افتتاح العرض تأجل عدة مرات عن موعده في شهر رمضان رغم جاهزية العرض وفقًا لفريق العمل، وهو ما أثار استياءهم بسبب الجدل الدائر بين الشركة المنفذة للتجديدات ووزارة الثقافة، والتي وصلت حد توقف عمال الشركة عن العمل وإغلاق المسرح في ميعاد إحدى البروفات أمام الفنانين، وهو ما أثار غضب النجم يحي الفخراني خاصة مع تكرار التأجيل حتي قرر الدكتور سيد خاطر، منح الشركة موعد أقصى للتسليم، تتخذ بعده الإجراءات القانونية، وبالفعل تم استلام المسرح مبدأيا الأربعاء الماضي.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه البيت الفني للمسرح الأحد الماضي، كان سيد خاطر قد كشف أن المسرح لم يتم استلامه رسميًا من الشركة التي تقوم بانشاءاته عندما افتتحه وزير الثقافة السابق الدكتور جابر عصفور، ديسمبر الماضي، وقدم عرض افتتاحه "وبحلم يامصر" إخراج عصام السيد، ثم سرعان ماصدر قرار من جهاز الحماية المدنية بإيقاف العرض وإغلاق المسرح لعدم استكمال الإجراءات الأمنية المطلوبة لتأمين المسرح.
ورغم استلام وزارة الثقافة المسرح الأربعاء الماضي إلا أن المبني الإداري مايزال في مرحلة التشطيبات، فما تزال "السقالات" مبنية والأرصفة لم تستكمل، فيما سيتم افتتاح العرض ويستمر العمل في المبني أسبوعين بعد الافتتاح، وقال خاطر إن التعاقد مع الشركة ينص على أن هناك ضمان للمسرح لمدة عام لمتابعة ظهور أي مشاكل أثناء تشغيل المسرح يتم فيه الرجوع للشركة لإصلاحها.
فيما ألقى الفنان فتوح أحمد باللوم على الفنانين والمثقفين في تأخير افتتاح القومي لمطالبتهم بالتحقيق في شبهات الفساد ومخالفات في المشروع قبل استلام المسرح من الشركة التي تولت عملية تجديدة منذ عام 2009، قفزت خلالها تكلفة المشروع من 55 مليون إلى قرابة 110 مليون، فيما اعتبره كثيرون إهدارًا للمال العام، يستوجب التحقيق والمحاسبة، وكان عدد من رؤساء البيت الفني وقطاع الإنتاج الثقافي السابقين رفضوا القبول باستلام للمسرح دون تحقيق فيما انتدب الوزير جابر عصفور الفنان فتوح أحمد لرئاسة قطاع الإنتاج الثقافي لمدة أيام نهاية العام الماضي وافق خلالها على استلام المسرح وتشغيله دون استلام المشروع بإجراءات وأوراق رسمية.
وكشف الفنان يحيى الفخرانى عن تردده في العودة إلى المسرح، رغم إلحاح الفنان فتوح أحمد لتقديم عرض على المسرح القومي أثناء تصويرهما مسلسل "دهشة"، مرجعا ذلك إلى اهتمامه بالمسرح الذي يتطلب وقت طويل في التحضير.
وأشار الفخراني إلى أنه ظل يعد لعرض "الملك لير" لمدة عامين كاملين، وأضاف أن للمسرح القومى سحر ومتعة خاصة في الوقوف على خشبته مرة أخرى، وأنه عندما شاهد المسرح للمرة الأولى بعد التجديدات استاء من شكل التطوير الحديث للمسرح من خلال مبني إداري زجاجي، ودمعت عيناه لافتقاد روح المكان القديمة لأعرق مسارح مصر، لكنه بعد فترة بدأ يتقبله ويشعر أنه يمثل تزاوج بين الحداثة والتراث والعراقة التي يمثلها المبني القديم للمسرح.
الفخراني قال إن عرض "ليلة من الف ليلة" تدور أحداثه في بغداد، لكن كل مفرداته مصرية ويمثل عودة لمتعة الفن وحقبة الثلاثينات من القرن الماضي، مشيرًا إلى أنه استأذن المخرج محسن حلمي في أن يتم استخدام النص الأصلى لبيرم التونسي بمفرداته القديمة بعيدًا عن النسخ الجديدة المعدلة للحفاظ على الروح الأصيلة للعرض حتى لو تطلب ذلك التعريف ببعض المفردات والمصطلحات القديمة.
وعن ميزانية العرض قال «خاطر» إن ميزانيته في حدود نصف مليون جنيه، موضحًا أنه لا يمكن أن يقدم عمل بهذا الحجم بهذه الميزانية المحدودة سوى بتعاون النجوم الذين يتنازلوا عن أجورهم المعتادة من أجل دعم مسرح الدولة.
"ليلة من ألف ليلة" ريبرتوار للعرض الذي قدمه الفنان يحيي الفخراني مع المخرج محسن حلمي عام 1994على خشبة مسرح الجمهورية من إنتاج دار الأوبرا المصرية، وهو أوبريت نادرً لشاعر الشعب بيرم التونسي، قدم للمرة الأولى في الأوبرا القديمة عام 1931، وفي عام 1958 قُدّم على خشبة المسرح القومي، وعام 1972 عُرض على مسرح محمد فريد، وانتجته الإذاعة المصرية عام 1961 بطولة شهرزاد، كارم محمود وسيد اسماعيل وإخراج يوسف الحطاب.
وتدور أحداث العرض حول متسوّل تم اختطاف زوجته، يلتقي بعد عدة سنوات الرجل الذي اختطفها ويتحول ما بينهم لثأر.
عرض "ليلة من ألف ليلة" بطولة: يحيى الفخرانى، لطفى لبيب، سلمى غريب، ضياء عبد الخالق، وعدد من نجوم المسرح القومى ويشارك في العرض تمثيلًا وغناءً المطربين الشابين محمد محسن وهبه مجدي، بديلًا لعلي الحجار وأنغام الذين شاركا في بطولة العرض الأول.
العرض موسيقى وألحان الموسيقار الراحل أحمد صدقى، ويقوم بتنفيذ الموسيقى الفنان يحيى الموجى، ديكور محمد الغرباوى، أزياء نعيمة العجمى، استعراضات مجدى صابر.