كان ولا يزال النيل في مصر هو متعة البسطاء والأغنياء، فعلى ضفافه تحلو النزهة، ويستحضر الجميع ذكرياتهم، فما أروع أن تكون داخل أتوبيس نهري يأخذك في رحلة عبر النيل، خاصة أن سعر التذكرة الخاصة به غير مكلفة على الإطلاق بالنسبة لمواطن الفقير. وتعتبر حفلات الأتوبيس النهري من أهم مظاهر الاحتفال بالأعياد، حيث يقبل عليها الشباب والأطفال، إضافة إلى المراكب النهرية والمعديات التي تستوعب الآلاف.. وينطلقون على صفحات نهر النيل.. يرقصون ويفرحون. وعلى الرغم من إعلان هيئة النقل العام استعدادتها التامة لتجهيز واستقبال عيد الفطر بزيادة عدد الأتوبيسات النهرية وتجهيز المحطات على أعلى مستوى، إلا أنك فور وصولك إلى محطة الأتوبيس النهري بالقرب من ماسيبرو، تصدم بالإهمال، وتشم رائحة العادم التى تفوح من الأتوبيس النهري والمقاعد المتهالكة بالشحم. "البديل" قام بجولة اليوم في المرسى النهري بماسيبرو، الذي رصدت فيه السلبيات التى ظهرت على الوحدات النهرية العاملة فى المحطة، وتصدرها سوء الحالة الفنية للأتوبيس، الأمر الذى أدى إلى عزوف الركاب عن استعمال الأتوبيس النهرى كوسيلة نقل لارتفاع أسعار التذاكر من جنيه إلى 5 جنيهات للفرد الواحد رغم سوء خدمته وشدة إهماله، كما يعانى الأتوبيس النهرى من استغلال السائقين للركاب، وهى الحصول على مقابل مادى يتراوح من 5 إلى 10 جنيهات، لزيادة المدة المحددة لعملية التجول فى النيل، بما يقارب نصف الساعة، أى ان سعر التذكرة في الأعياد يصل ل 10 جنيهات. يقول أحمد عبد الله، أحد موظفي التذاكر بالمحطة، إن ضعف حركة الإقبال من جانب الركاب في الأيام العادية بسبب بطء الأتوبيس النهري عن وسائل المواصلات العادية، مما يضطرهم لركوب المواصلات العادية. أما في أيام الأعياد فالوضع مختلف تمامًا؛ حيث إن الكثيرين يأتون إلى الأتوبيس النهري على اعتباره نزهة. وتابع عبد الله أن الوحدات النهرية تعانى من سوء الحالة الفنية، بالإضافة لعدم وجود محطات معينة يقف فيها الأتوبيسالنهرى، كما كان فى الماضى، لافتًا إلى أن عدد الأتوبيسات المتواجدة في المحطة يبلغ 20 أتوبيسًا، بالإضافة إلى 5 مخصصين للأفراح والمناسبات. وقال "م. ا." أحد سائقى الأتوبيسات (طلب عدم ذكر اسمه) إن الأتوبيس النهرى يعاني من العديد من المشكلات، منها أنه لا توجد عوامات إنقاذ، تحسبًا لأي حوادث تقع لأحد لا قدر الله، وفي هذه الحالة سيكون مصيره الغرق، وعن ارتفاع سعر التذكرة في الأعياد، قال إنه جاء من أجل تحسين الخدمة والتطوير، وهو أمر تسأل فيه الهيئة وليس له علاقة به. وتابع أنه حتى الشارة الوحيدة التي كانوا يبلغون بها عن الحوادث سرقت، ولم تأتِ الهيئة ببديل عنها، لافتًا إلى أن الاتصال الحالى بالمحطة يكون من خلال الهاتف المحمول الشخصى. وأكد أن سائقي الأتوبيس النهري على الرغم من قلتهم، إلا أن رواتبهم لا تزال منخفضة، مشيرًا إلى أن الراتب الشهري لا يتعدى 950 جنيهًا. ومن الناحية الأخرى أكد المهندس رزق علي مصطفى، رئيس مجلس إدارة هيئة النقل العام، أنه خلال أيام عيد الفطر سيتم زيادة 5 وحدات نهرية سياحية، وعدد من الوحدات العادية لخدمة مدينة القناطر الخيرية وحديقة الحيوان ومرسي ماسيبرو، بجانب تشغيل خطوط هيئة النقل العام النهرية على أعلى مستوى؛ لتغطى خدماتها جميع مناطق القاهرة الكبرى بما فيها المناطق السياحية والترفيهية. وأكد مصطفى إحكام الرقابة على تشغيل خدمة النقل النهري أثناء فترة عيد الفطر المبارك من خلال خطة لتشغيل مجموعات عمل تمثل مختلف الإدارات المركزية التخصصية بالهيئة وأتوبيس القاهرة الكبرى، سواء بمواقع رئاسة الهيئة أو بمناطق التشغيل المختلفة بالقاهرة الكبرى. ولفت رئيس مجلس إدارة هيئة النقل العام إلى تكليف جهاز الرقابة الميدانية بوضع خطة لتشغيل مجموعات عمل تمثل جميع المناطق الرقابية على مستوى الهيئة بمناطق التشغيل المختلفة بالقاهرة الكبرى؛ لمواجهة أى حالات طارئة متعلقة بالتشغيل خلال فترة العيد، بالإضافة إلى غرفة عمليات الهيئة التى تعمل على مدار اليوم لاستقبال كل ما يتعلق بالتشغيل وكذا الشبكة اللاسلكية التى تغطى جميع المحطات النهائية وجراجات الهيئة وكافة مرافقها بالقاهرة الكبرى.