ارتبط العيد بشراء الملابس الجديدة، حتى أصبح الأطفال يتخذون من ملابس العيد مصدرًا للتفاخر والتباهي أمام أصدقائهم. ومع صعوبة الحياة وضيق المعيشة، أصبح العيد هو الفرصة الوحيدة لشراء ملابس جديدة، وأصبحت قاصرة على الأطفال. لذا ففي مثل هذه الأيام من كل عام، تكتظ الأسواق بالزبائن، فلا تكاد تجد موضعًا لقدم، حيث يتهافت الجميع على شراء "لبس العيد". "البديل" حاولت الوقوف على حركة البيع والشراء، وكانت لها هذه الجولة.. يقول محمد حسان، صاحب محل ملابس بمنطقة فيصل، إن حركة البيع هذا الموسم تشهد رواجًا غير عادي لم نشهده من قبل، حيث إن هناك ارتفاعًا في نسبة المبيعات، مشيرًا إلى أن جميع الأسر تهتم بشراء ملابس جديدة لأطفالهم في العيد، ولكن الكثيرين الآن يكتفون بشراء طقم واحد أو قطعة واحدة، بعد أن كانوا يقومون بشراء أكثر من طقم لكل طفل. ومن الناحية الأخرى يرى جمال شحاتة، أحد الواقفين على "فرشة" ملابس، إن حالة السوق ينطبق عليها تمامًا المثل القائل "من برة هلا هلا ومن جوه يعلم الله"، حيث يوحي الزحام الشديد في الشوارع بحالة رواج هائلة في البيع والشراء، بينما الحال عكس ذلك تمامًا، فجميع المحلات تعاني من حالة ركود لم يسبق له مثيل، وتبدو خالية من الداخل، والأرقام تؤكد ذلك، فبعد أن كان متوسط دخل المحل في مثل هذا الموسم يتراوح بين 5 و15 ألف جنيه يوميًّا، أصبح الآن يتراوح بين 2000 و8 آلاف جنيه على أكثر تقدير حسب المنطقة ومستوى البضاعة المعروضة. ولم يكن الزحام فقط على محلات الملابس، بل انطبق أيضًا على كل المحلات، فالأخذية وحتي محال لعب الأطفال شهدت تكدسًا لا مثيل له. ورغم الحالة الاقتصادية التي تمر بها مصر، إلا أن الكثير من المواطنين أصروا على شراء لبس العيد. تقول هناء محمد ربة منزل "فرحة العيد في اللبس، وإحنا صغيرين كنا ننام ونحلم بلبس العيد، بس لما كبرنا بقى عندنا اهتمامات تانية غير لبس العيد، رغم أنه هيفضل دايمًا الفرحة اللي بتحسسنا إن العيد قرب". وأضافت أنها اشترت حاجاتها هي وأبنائها من المحلات والأرصفة، مشيرة إلى أن "الأشخاص الذين يقفون في الشوارع يبيعون بأسعار أقل بكثيرًا من المحلات، مشددة على أن الوضع في تلك الأيام صعب على كل الأسر المصرية، فيكفي الخروج من رمضان، وبعده عيد الفطر وما يتطلبه من كعك وملابس عيد، إضافة إلى مصاريف العيد نفسها". وأكد مسعد أحمد، موظف، أن الأسعار ترتفع بشكل غير طبيعي، فكل شيء ارتفع سعره خلال شهر واحد 3 مرات، وهذا أمر لم يسبق حدوثه من قبل، ويفرض على الجهات المسئولة التدخل الفعال لوقف هذا الارتفاع السرطاني في الأسعار. وأوضح أحمد أن "شراء ملابس العيد من الأساسيات لأي أسرة مصرية، فمع بداية الشهر نخصص راتبًا خاصًّا لتلك الملابس".