قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إنه في البداية يجب عليك مشاهدة بضع دقائق من مقابلة السفير السابق "ألبرتو فرنانديز" مع "مارغريت برينان" على قناة "سي بي اس"،حيث تم تعيين "فرنانديز" كمنسق لمركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب من قِبل إدارة الرئيس "باراك أوباما" في عام 2012، مضيفة أن الهدف من هذا المركز هو تنسيق وتوجيه والإعلان عن أنشطة الاتصالات العامة على نطاق الحكومة الموجهة إلى الجماهير في الخارج واستهداف المتطرفين والمنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم القاعدة وفروعه وأتباعه. وتشير الصحيفة إلى أن "فرنانديز" تقاعد من وزارة الخارجية في أبريل الماضي ليحل "رشاد حسين" المبعوث الأمريكي الخاص إلى منظمة التعاون الإسلامي بدلا منه، بالإضافة إلى وظيفة "فرنانديز" القديمة في وزارة الخارجية، "حسين ديك" سيشغل منصب أكبر، ليصبح المبعوث الخاص للولايات المتحدة ومنسق الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب. وتلفت الصحيفة إلى أنه وفقا لبيان صحفي سيتولى "حسين" قيادة مجموعة من الموظفين في عدد من الإدارات والوكالات الأمريكية لتوسيع المشاركة الدولية والشراكات لمواجهة التطرف العنيف وتطوير الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم، بين وظائف أخرى، شغل "حسين" منصب نائب المستشار القانوني للرئيس، كما في مجلس الأمن القومي. وترى الصحيفة الأمريكية أن السبب في رحيل "فرنانديز" غير واضح تماما، ربما يكون حان الوقت ليتقاعد، لكنه موظف عمل في الخدمة الخارجية وله تاريخ طويل من الشجاعة في قول الحقائق لمن بيدهم السلطة في عام 2006، قال إن الولاياتالمتحدة أبدت غطرستها وغبائها في العراق وهو تعليق تم تصحيحه بسرعة من قبل مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أوضح أن هذا التصريح لا يعكس سياستنا. في وقت لاحق نشر "فرنانديز" ما وصفته صحيفة الجارديان بالاعتذار المقتضب، وكما هو الحال مع معظم الأخبار عن السبب في رحيله عن وزارة الخارجية، هناك دائما جانب آخر وفي جزء ما داخل هذه الأخبار توجد معارك النفوذ والصراعات الشخصية. وتعتقد الصحيفة أنه من الواضح أن استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي ضد تنظيم داعش الإرهابي لم تكن ناجحة، واستنادا إلى مقابلة "فرنانديز" مع شبكة سي بي اس نيوز، فإن الحكومة أمامها العديد من الأمور لتقوم بها، في هذه المقابلة، تحدث فرنانديز بالتفصيل عن الاقتصاد، وقال لبرينان :"تنظيم داعش ليس بهذه القوة لكن رد الفعل تجاهه محدود وضعيف". وأضاف:"هناك بعض الخيالات في واشنطن بأنه إذا استخدمنا وسائل التواصل الاجتماعي السحرية أو الدبلوماسية العامة في أي مشكلة، فإنها سوف تنتهي". أفضل جملتين في مقابلة "فرنانديز" هي رده على سؤال حول ما إذا كانت إدارة "أوباما" تنتهج سياسة الإهمال حسن النية تجاه داعش، وبافتراض أن الإدارة كانت بطيئة في إدراك صعود هذا التنظيم وأبطئ في رد الفعل تجاهه، كان رد فرنانديز موجزا بقوله: "لقد كانت سياسة الإهمال الخبيث". وتتسائل الصحيفة ،إذن هل التغييرات في الموظفين أدت إلى تحسين جهود الولاياتالمتحدة لمواجهة وسائل التواصل الاجتماعي في داعش؟، ففي مذكرة داخلية كتبها "ريتشارد ستنجل" وكيل وزارة الخارجية للشؤون العامة، كان هناك انتقادات لاذعة لجهود الولاياتالمتحدة. وفي استعراض لمذكرة "ستنجل" ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الحقيقة الجوهرية في التقييم كانت أن السردية العنيفة من داعش من خلال نشر الآلاف من الرسائل كل يوم، فاقت جهود بعض من أغنى الدول وأكثرها تقدما من الناحية التكنولوجية في العالم."