ظهر الإرهاب مجددا بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى وجماعة الإخوان، ليحصد أرواح المئات من المصريين سواء كانوا رجال جيش أو شرطة أو قضاة أو حتى مدنيين، حتى تحولت حياة المصريين إلى جحيم، فمن غلاء للأسعار إلى أزمات البنزين ثم انقطاع الكهرباء وغيرها من المعاناة التى يتكبدها بسطاء المصريين. بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، توالت أحداث العنف في البلاد، خاصة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، بالإضافة إلى أحداث كرداسة، ثم تفجيرات سيناء المستمرة، فضلا عن مظاهرات طلاب الجامعة التى لا تتوقف. كان الرئيس عبد الفتاح السيسى، طلب خروج المصريين لمنحه تفويضا لمحاربة الإرهاب في 27 يوليو من عام 2013، عندما كان وزيرا للدفاع آنذاك، فلبى المصريون الدعوة وخرجوا في الميادين والشوارع، ومنذ ذلك الحين، سقط العديد من الضحايا المدنيين وأفراد الشرطة والجيش في عمليات إرهابية ازدادت بعد التفويض على عكس ما كان متوقع. أحداث العنف.. 1400 قتيلًا فى فض رابعة أغسطس 2013 كانت البداية بفض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس عام 2013 والذي راح ضحيته 1400 قتيل بحسب تقارير منظمة العفو الدولية، كما استشهد 500 من جنود الشرطة المصرية بحسب وزارة الصحة، وفي ذلك اليوم شهدت البلاد العديد من حوادث العنف، وكانت حصيلة اليوم احتراق 21 قسم شرطة والهجوم على 4 كنائس بحسب وسائل الإعلام المصرية والحكومية، وأعلنت وقتها حالة الطوارئ لمدة شهر وحظر التجول في عدة محافظات مصرية ابتداء من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً. 646 شهيدًا لرجال الشرطة في مطاردات وانفجارات بعدها توالت أعمال العنف تدريجيا وعلى نطاقات زمنية قريبة تكاد تكون يوميا، ومنذ ذلك الحين سقط من قوات الشرطة 646 شهيدا في مطاردات وانفجارات. في صباح 28 يناير 2014، سقط اللواء محمد السعيد، مدير مكتب وزير الداخلية شهيدا، بعد أن ترصده عدد من المجهولين في شارع الهرم كانوا يستقلون دراجة بخارية، ثم تبعه العميد طارق مرجاوي، الذي كان ضحية انفجار في جامعة القاهرة، أدي إلى استشهاده، بعدها استشهد النقيب أشرف القزاز في عمليات عنف في سيناء، ثم العميد أحمد زكي لطيف في انفجار عبوة ناسفة في ميدان 6 أكتوبر، واستشهد المقدمان خالد محمود حسن، ومحمد محمود أبوسريع؛ جراء انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع بشارع 26 يوليو. واستشهد اللواء عبدالرؤوف فوزى حامد الصيرفى، فى 31 ديسمبر 2014، أثناء وجوده ضمن الخدمات الأمنية المكلفة بتأمين نطاق جامعة القاهرة، واستشهد المقدم طارق محمد سامح محمد رشاد مباشر، فى 5 أغسطس الماضي حين أطلق مستقلو سيارة النار عليه أثناء وقوفه في نقطة تفتيش في الطريق الساحلى دائرة قسم شرطة الضبعة، واستشهد المقدم محمد حلمى محمد النبوى، بمديرية أمن شمال سيناء، فى 16 سبتمبر 2014، فى انفجار عبوة ناسفة فى إحدى مدرعات الشرطة. 250 شهيدًا للجيش و636 مصابًا منذ إعلان الحرب على الإرهاب توالت أحداث العنف أيضا على رجال الجيش، وتسببت في استشهاد العديد منهم، فبعد عزل مرسي في 3 يوليو وحتى فض اعتصام رابعة، نفذت الجماعات الإرهابية في سيناء 39 هجوما على كمائن ونقالات جنود، وتوالت أحداث العنف، فكان أبرزها حادث كرم القواديس، إلى جانب العبوات الناسفة يوميا في سيناء التي يصعب حصرها وعدد ضحاياها. بالرجوع للأحداث الشهيرة وتصريحات المسئولين والمتحدث العسكري، نجد أن شهداء الجيش المصري بلغ تعدادهم 250 جنديا و636 مصابا، من أبرز شهداء الجيش، العميد أركان حرب السيد أحمد فوزي صالح، والرائد أركان حرب، هشام محمد السيد عبدالعال، اللذان راحا ضحية انفجارات سيناء في 29 يناير 2015، والملازم أول أحمد رامي عبد الهادي، الذي راح ضحية انفجار عبوة ناسفة في المدرعة الخاصة بالجيش مع 5 آخرين، والملازم أول محمد أبو غزالة، الذي راح ضحية حادث كرم القواديس الإرهابي، مع 29 آخرين. 10 آلاف و25 تفجيرًا.. وعدد ضحايا المدنيين 12 ألفًا و64 قتيلًا يبلغ إجمالي عدد التفجيرات التي تمت منذ إعلان الحرب على الإرهاب 1025 تفجيرا شمل تقريبا جميع محافظات مصر، ومنها المدراعات ومديريات الشرطة، كأمن القاهرة، والعريش، والدقهلية، ويبلغ إجمالي عدد ضحايا المدنيين جراء التفجيرات والعمليات الإرهابية منذ ذلك الحين 1264، تشمل كافة الأعمار السنية، بدءا من 7 سنوات حتى 65 عاما. أمنيون: مكافحة الإرهاب تستغرق سنوات.. ولا بد من معاونة الشعب يقول اللواء محمد عبد الفتاح عُمر، الخبير الأمني، إن استراتيجية الدولة في مكافحة العنف والإرهاب حتى وقتنا الحالي أثبتت نجاجها، على الرغم من كم التضحيات التي فقدها جهازي الشرطة والجيش من أبنائهما، مشيرًا إلى أن الشعب يدرك تمامًا أن خطط مكافحة الإرهاب لن تكون بين ليلة وضحيتها، لكن ربما تستغرق سنوات حتى تتم. وأضاف "عُمر" أن الأجهزة الأمنية تواجه جماعة إرهابية كاملة مدعمة بالأسلحة والقنابل ومدعومة من كافة الدول الخارجية التي تريد مصر مثل سوريا والعراق وليبيا، وبالتالي ما وصلت إليه مصر من خسائر حتى وقتنا الحالي هو إنجاز. من جانبه، أوضح اللواء عبد المنعم سعيد، الخبير العسكري ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة سابقا، أن الحرب على الإرهاب ليست سهلة، فجهاز القوات المسلحة يتحمل أعباء كثيرة بداية من سيناء التي تمثل بؤرة إرهابية كبيرة جدًا، حتى جميع محافظات الجمهورية. وأكد "سعيد" أن محاربة الإرهاب والقضاء عليه، تتطلب تعاون الشعب مع قوات الأمن، ويجب ألا يترك الأمر للقبائل دون مشورة قوات الأمن والدولة، فلابد من تواجد قوات الأمن للتنسيق مع القبائل؛ حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة بالنسبة لسيناء، أما باقي محافظات الجمهورية، فالعمليات الإرهابية انتهت، وما يحدث الآن تهديدات فقط على مواقع التواصل الاجتماعي.