فنان من جيل التسعينات، تمثل أعماله علامة في فنون ما بعد الحداثة، وهي أعمال تتألق بتنوع وثراء المجسمات والسطوح والمستويات من التجهيز في الفراغ، يضفي عليها سحر البيئة المصرية، بما يجعلها أيقونات للأرض والفلاح، تتواصل مع أصداء الماضي من الحضارة والتاريخ، مستخدمًا تلك الوسائط كالأوتاد والمسامير والفضاءات الخشبية والمعدنية والرسوم والألوان، هذا مع الإيقاعات الأفقية المتخيلة لتصميمات هندسية تمثل أحلامه. أيمن السمري، بكالوريوس كلية التربية الفنية 1990، ماجستير 1996، دكتوراه الفلسفة في التربية الفنية حول الأبعاد البدائية فى فنون ما بعد الحداثة تخصص تصوير جامعة حلوان 2001، عضو بآتيليه القاهرةوالإسكندرية للفنانين والكتاب، عضو الجمعية الدولية للتربية عن طريق الفن (الإنسيا)، مدرس مساعد بكلية التربية الفنية قسم التصوير جامعة حلوان، قدم عدد كبير من المعارض الخاصة والجماعية، فضلًا عن الجوائز المحلية. وحاز على جوائز دولية، منها الجائزة الكبرى من الاتحاد العالمى لنقاد الفن التشكيلى المعروف باسم (الايكا) تحكيم هولندى هى عبارة عن منحة دراسية لمدة 3 شهور باستوديو الفنون بروتردام هولندا 1997، وجائزة أحسن جناح فى بينالى دوبروفنيك الدولى بكرواتيا 1999، الجائزة الشرفية فى بينالى الإسكندرية الثانى والعشرين لدول البحر المتوسط 2003. مؤخرًا، افتتحت قاعة أفق واحد بمتحف محمد محمود خليل وحرمه معرض السمري «بلدي تمتلك نهرًا» ليستمر حتى 24 يونيو الجاري، وصرح الدكتور حمدي أبو المعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، قائلًا: إن المعرض يحمل حالة فنية ووجدانية تداعب المشاعر الوطنية والذائقة الفنية لدى المُتلقي في آن واحد، وانعكس ذلك من خلال القيمة الفنية والجمالية ووصولها للجمهور بصدق، وعمّق تجربة الفنان. وأضاف أبو المعاطي: الفنان أيمن السمري أحد الفنانين التشكيليين الذين يمثلون امتدادًا لجيل الشباب والذي أثرى الحركة التشكيلية بأسلوب مميز، له خصوصية متفردة من خلال تفاعله بمفردات البيئة المصرية وعلى وجه الخصوص في الريف المصري الذي استلهم من مفرداته الكثير من العناصر التي تمثلت في موروثاتنا المعمارية والتراثية في الريف بصياغة فنية تبرهن على عمق التواصل بين الأصالة البصرية لتلك المفردات وأسلوب الفنان الحداثي الذي يعكس مدى وعيه في تناولها ليحقق من خلالها رؤية جديدة منسوبة إلى أسلوبه وفلسفته في إنتاج العمل الفني لديه. الدكتور خالد ابو المجد قال عن المعرض: "في بلدي تمتلك نهرا" كان الموضوع الإبداعي للفنان السمري عطاء متجدد يحمل معه ثقافة بلد ويتجدد من الذات التي تبدع أشكال ومدلولات بصرية وفكرية تربطنا بالماضي ولكنها تعكس من ورائها قضايا هامة في الوقت الحالي. قدم لوحاته التي تصور لنا حوائط من الزمن تتراكم فيها طبقات اللون التي تبدو قديمة علي سطحه بفعل البحث الجاد في تراكيب اللون وسماته في الفن المصري القديم، وكتابات ورموز بدائية محفورة وعلامات منقوشة وخدوش غائرة كان لها تأثير جمالي على السطح في ديناميكية تعكس معها مفهوم الزمن عمقاً بإمتداد الحضارات التي قامت على ضفاف النيل وعبقاً برائحة ماء وطمي النيل، فهو في خضم العملية الإبداعية يزيل الغبار من فوق الرموزالزمنية والعلامات الطوطمية التي حفرت على جدران القلب المصري ووجدانه، النهر خير وعطاء عبر الحضارات والعصور. كما كتب عنه صلاح البيصار في العام 2012، قائلًا: تجسد أعماله بيوتا ومدارس وقاعات وملاعب وساحات كفر شكر، هو ينتمي لقرية كفر شكر، قرية كبيرة خضراء تابعة لمحافظة انجبت الفنانة إنجي افلاطون، صاحبة شلالات النور والرسم بالضوء الملون، مثلما أنجبت فناننا الشاب وقد شكل عالمه من وحي روحها الطليقة التي تتغير مع الزمن ويتغير بنيانها وحوائطها في كل لحظه خاصة في عالمنا المعاصر.